أخبارمتفرقات

اليوم العالمي للحمير ..!

اليوم العالمي للحمير يوافق الثامن من مايو من كل عام، حيث يحتفل بهذا اليوم لتسليط الضوء على الدور المهم الذي تلعبه الحمير في حياة البشر والتأكيد على حقوقها وتقديرها

 

إعداد – إبراهيم بونعناع

يحتفل العالم في الثامن من ماي من كلّ عام، باليوم العالمي للحمار، وهي مناسبة تسلط فيه المنظمات والجمعيات المهتمة بحماية حقوق الحيوان والرفق به الضوء على أهمية هذا الحيوان، والتركيز على خصائصه المُهمة، التي جعلته رفيقًا للبشرية منذ آلاف السنين، حيث يعمل تحت كل الظروف المناخية القاسية وكذلك التضاريس الصعبة

من جهة أخرى، يحاول المهتمون بحقوق الحيوان في هذا اليوم، إقامة حملات توعوية حول هذا الحيوان الأليف، ومحاولة تغيير النظرة الدونية للإنسان تجاه الحمار والتي غالبا ما يتم توظيف اسمه في سب الناس وانتقادهم، معتقدين أن هذا الحيوان هو مرادف لكل الصفات السلبية

ويرجع السبب في تسمية اليوم العالمي للحمار في الثامن من مايو، إلى مبادرات أطلقتها جمعيات ومنظمات الرفق بالحيوانات، خاصة بعدما تم اكتشاف حفريات في مواقع أثرية وداخل الكهوف التي كان يعيش فيها الإنسان البدائي تؤكد على احترام وتقدير الحمار

وفي العام 2018، بدأت هذه المنظمات في اعتماد يوم 8 ماي من كل عام  يوماً رسمياً للاحتفاء بنحو 59 مليون حمار حول العالم .. وتحذر منظمات حقوق الحيوان في بعض البلدان من أن الاتجار غير المشروع في جلود الحمير يهدد بانقراضها، مما يجعل الحاجة إلى التوعية بأهمية حماية هذه الحيوانات أكثر أهمية من أي وقت مضى

وتشكل طبقة الحمير في بعض الدول محوراً في الاقتصاد، ففي كينيا مثلاً، فإن عدد الحمير أكثر من 1.8 مليون، وتؤدي دوراً في النقل والزراعة وتسهم بالتالي في اقتصاديات البلاد .. ولهذا، فإن الكينيين يولون عناية خاصة بالحمير ويحتفلون بهذا اليوم العالمي وعلى مدار ما يصل أسبوعين من شهر ماي .. ومن جملة الأمور البارزة عن الحمير، هو أن حليبها يشكل أغلى أنواع الجبن في العالم، كما يستخدم حليبها كدواء لبعض الأمراض، ويدخل في صناعات الصابون ومستحضرات التجميل

ومرّت عبر التّاريخ قصص لأشهر الحمير، نذكر منها:

*حمار سيدنا عيسى عليه السلام، حيث جاء في كتب التاريخ المسيحي، أن نبي الله عيسى عليه السلام لم يشأ لتواضعه أن يركب جوادًا على عادة الملوك .. إذ، كانوا يركبون الجياد، بل يركب أتانًا (أنثى الحمار) في تنقلاته عليه السّلام

*حمار عُزير يقول تعالى في كتابه الكريم: “فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للنّاس” الآية 259 من سورة البقرة، لما كان في طريقه، مرّ عبد الله الصالح عزير على قرية يقال القدس بعد ما خربها ملك العراق “بختنصر”، فوجدها خاوية على عروشها (خالية من البشر)، فأبدى اندهاشه من وضعها بعدما كان يعيش فيها الناس، فأحب الله أن يجعله عبرة وأن يعلمه عظمته وقدرته فقبض روحه، وأعاده للحياة بعد مائة عام، ولما أفاق من موته قال له الملك انظر إلى طعامك وشرابك لم يتغير ولم يفسد، ثم قاله له انظر إلى حمارك، نظر عزير إلى حماره فإذا بعظامه قد بليت، فنادى الله عظام الحمار و أحياه، وبعدها عاد عزير إلى قومه كاشفا معجزة ربه، وأن الله على كل شيء قدير

*حمار الحاكم بالله الخليفة الفاطمي جاء في كتب التاريخ، أن الخليفة الفاطمي كان يركب على حمار رمادي ويطوف في شوارع وأسواق القاهرة متنكرا بين العامة، يستمع لشكاوى الناس ويراقب المكاييل

*حمار جحا اشتهرت شخصية حجا الرجل “الأحمق” المضحك، وحماره الذي كان شريكا له في جميع حكاياته، ومن بين تلك الحكايات “كان جحا راكباً حماره حينما مر ببعض القوم وأراد أحدهم أن يمزح معه فقال له: يا جحا لقد عرفت حمارك ولم أعرفك، فقال جحا: هذا طبيعي، لأن الحمير تعرف بعضها

*مروان الحمار أطلق لقب الحمار على الخليفة الأموي مروان بن محمد، وهو آخر خلفاء بنى أمية في دمشق، وضرب فيه المثل فيقال “أصبر في الحرب من حمار”، وقيل أن الخليفة كان معجبا بالحمار وبصبره وذكائه وبقدرته على التحمل والتجلد، فاتخذه شعارا وانتسب إليه بالاسم

*الحمار الديمقراطي اختار أندرو جاكسون المرشح الديمقراطي سنة 1828 في الولايات المتحدة الأمريكية، رمزا لحملته الانتخابية “حمارا رمادي اللّون” جميل المظهر وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية وقاده وسط القرى والمدن المجاورة لمسكنه من أجل الدعاية لبرنامجه الانتخابي “الشعبوي” ضد منافسه الذى كان يظهر على أنه نخبوي وليس قريبا من هموم الناس، وبعد ذلك تحول الحمار إلى رمز سياسي للحزب الديمقراطي بشكل واسع النطاق .. لكنه، لم يستخدم كشعار رسمي للحزب سوى سنة 1870

*حمار الحكيم هي رواية شهيرة ألفها توفيق الحكيم سنة 1940، وهي من أشهر روايات الكاتب والأديب المصري توفيق الحكيم، ورغم أهميتها وتنوع استخداماتها، إلا أن الحمير لا تتلقى الاحترام الكافي الذي تستحقه، ومن هنا جاء قرار العالم بتخصيص الثامن من مايو من كل عام للاحتفال بها رغم أن الأمم المتحدة لم تعترف رسميًا باليوم العالمي للحمير حتى الآن، مما يجعل دور المنظمات غير الحكومية والفاعلين المجتمعين أكثر أهمية في نشر الوعي بأهمية حماية هذه الحيوانات والحفاظ عليها للأجيال القادمة

فهنيئا لحميرنا بيومهم العالمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق