
لما أراد الشاعر أبو الطيب المتنبي أن يمجد السلطة والنفوذ، و حاجة “الدولة الإسلامية” إلى الهبة وقوة الحسم والردع اتجاه خصومها وأعدائها، الذين يهددونها في استقرارها و كيانها، فإنه دعى إلى استعمال السيف، كرمز للقوة، مقدما إياه في القيمة و الفضل عن قيمة وأهمية الكتاب، فقال:
السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في
مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
لكن، مع مرور الوقت وتطور الإنسان، أصبح الإنسان يجنح للحوار و الدبلوماسية و السلم، نابذا العنف و أسباب الحرب، جاعلا، من الكتاب شيئا يقترب من المقدس، باعتباره رديفا للمعرفة والنور والفن والتحضر والنبل ( كطابع تميزت به طبقة النبلاء / البورجوازية)
اليوم، و بشوارع المغرب خاصة، وفي أعقاب فشل المنظومة السياسية و التربوية والإعلامية والقيمية، يعود الكتاب إلى وضعه كما كان في زمن المتنبي، ناكصا وناقصا ومترديا، وليحتل لمعان سيوف المجرمين و “المشرملين” أزقة المدن المغربية و ظلام عقولَ شبابٍ يقدم نموذجا غير مسبوق في تاريخ البشرية عن ظلامية فكر الإنسان المغربي عندما يتحلل من القيم و الخوف من سلطة القانون