نافذة على الثقافة و الفن

أين أنت .. إنّي لا أراك .. ؟!

AIN

سناء الحافي

من بداية التاريخ و منذ ما قبل التاريخ، و كل النساء يعتبرن الرجل خائناً .. قاتل ا.. يتربّصن به لسجنه كرهاً و أنانية .. إلاّ أنا، و إن كنتَ بعيداً عن أنظاري و كنت أنا بعيدة عن مستوى الإبصار .. إنه الحزن العلني، حيث يبتدئ الحب إلى حيث تأخذ الكراهية مجدها في داخلنا، و تجتاح كل ما كان جميلاً بيننا، حين يصبح الحب استعراضياً ليفقد المشاعر هيبتها و يقزّم ذكرياتنا ..!

حتماً .. إنها معجزة الله تعالى، الذي فصل المشاعر في وجداننا، كما فصل بين بحرين متصلين و مختلفين .. لا يختلطان، لأن بينهما برزخاً و خطاً لا مرئياً فوق مستوى الإدراك .. كما لو أدركت متأخرة هذا اللامرئي بيننا .. و هذه الدموع المالحة التي وهبتك إياها، بعدما غادرت ماكان عذباً و طفولياً .. بفعل الحب، و تجاهلت في بحرك أن من صفات الملح تحنيط الأشياء للحفاظ عليها أيضا .. إكراما للزمن ..!
لكن .. ليس لعبة أن أحبّك و لا أراك .. من بين وجوه الزائرين، و بطاقات الورود البائسة، و وخزات الأجهزة الموصولة إلى جسدي .. التي تمدّني تارة بالدم و تارة أخرى تسلب مني ترف الألم .. و ما أنا وسط هذا الكم الهائل من الخوف سوى مذعورة الذعر .. لأني لا أراك ..!
و بالرغم الأضداد و تفاعل المتناقضات .. مازلت أبحث عنك، في وجوه الآخرين .. لعلّك أتيت .. فأمدّ يدي خلسة من سرير الشقاء لأتفقدك بجانبي، تراقبني على مدار الساعة كي تلتقط الأنفاس المنهكة عنّي.. لكن .. عبثاً أحاول الوصول إليك .. فأين أنت ..  إنّي لا أراك ..؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق