للمستقلة رأي

أيها الأحزاب .. المغاربة سيصوتون غدا على من يرتاحون إلى برنامجهم الانتخابي

assa

 

مع ازدياد درجة حرارة الحملة الانتخابية، بدأت الأقنعة تتساقط على رؤوس مسؤولي الأحزاب المشاركة في استحقاق يوم غد الجمعة السابع اكتوبر الجاري، بعد اتضاح معالم العزوف والرفض على وجوه المواطنين الذين تصلهم منشورات وملصقات المرشحين، ناهيك عن ردود الفعل السلبية من قبل الشباب الذين فشل القائمون على الحملات الانتخابية في إقناعهم بشرعية المرشحين ومضامين البرامج الانتخابية، الذين لا يزالون في وضعية المتغيبين في هذه الحملة – رغم قرب انتهائها – التي تتزين الشوارع والأزقة والساحات بصورهم فقط .. وفي هذا الإطار، نثير انتباه معظم الأحزاب أن المواطنين لا يعرفون تفكيك طلاسم وأوهام ملخصات البرامج الانتخابية الحزبية التي نزلوا بها، وأن الكثير منها (البرامج) يحتاج المواطنون إلى النظارات لقراءتها، فبالأحرى إدراك معانيها ومضامينها.

يعتقد المتحكمون في دوائرهم المغلقة في وجه بقية المرشحين المنافسين أن نتائج دوائرهم محسوم فيها، تبعا لنفوذهم الاقتصادي والاجتماعي، وتحكمهم في ناخبيها بوسائل الضغط والإغراء التي يمتلكونها، والتي تسمى بدوائر الموت أو الضيعات الانتخابية المحروسة، التي يتوفرون فيها على مليشيات مأجورة تؤمن مصالحهم من انتخابات إلى أخرى.

إن السؤال العريض الذي يطرح نفسه على واقع العملية الانتخابية في المدن، أن الحسم النهائي فيها ليس في صالح لا الأحزاب التقليدية الكبيرة أو الأحزاب الصغرى أو التي تشارك لأول مرة، حيث يبدو على طبيعة تعامل المواطنين مع هذه الأحزاب المتنافسة خلال الحملة النفور وعدم الاكتراث، مما ينبئ بضعف الحماس في التصويت على الجميع، بما في ذلك الأحزاب التي تريد استعادة ثقة المواطنين، كحزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والعدالة والتنمية الذي يتلقى أبشع النعوت والشتائم على سوء تدبيره للولاية التشريعية التي انتهت إلى درجة الاستخفاف بالعفاريت والتماسيح التي يتحدث عنها زعيم الحزب في خرجاته وتدخلاته.

على أي، تبقى كل النتائج متوقعة، إلا أن المغاربة دائما يحاولون خلق المفاجئات في الانتخابات مهما كانت مشاركتهم فيها، ومن المحتمل أن يكون التصويت عقابيا على بعض الأحزاب، كما يمكن في نفس الاتجاه أن يتحول هذا التصويت إلى أحزاب لم تكن مدرجة في الرهان والتوقعات والاحتمالات .. وما هو أساسي هو أن المغاربة لن يصوتوا كما تريد الأحزاب المتنافسة التي لايملك أي حزب فيها الفضل عليهم (المواطنين) في جميع المجالات، بما في ذلك الذين يعتقدون أنهم مدينون للمغاربة بحماية الاستقرار والأمن، أو القيام ببعض الإصلاحات أو إنجاز بعض المشاريع أو الدفاع عن مطالبهم في المؤسسات.

ما نرجوه في المستقلة بريس، هو أن يحسن الناخبون اختيار النخبة القادرة على معالجة مشاكل الوطن، ونهج السياسات العمومية التي تجيب على انتظاراتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية .. وبالواضح الذي لا لبس فيه، من حيث اللغة والصورة والمضمون .. نقول لجميع الأحزاب المشاركة، إياكم الإفراط في التفاؤل .. خصوصا، الذين كانوا في الأغلبية الحكومية، الذين يعرفون عن قرب حجم وجسامة التحديات التي واجهتهم، ومدى العجز الذي لم يتغلبوا عليه في الاستجابة لانتظارات المواطنين خلال الولاية التشريعية التي انتهت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق