جماعات و جهات

الاشتراكيون بمرنيسة يتنكرون لِلَوْنِ الورد و يَتوشَّحون بالأزرق

tahr-assouk

ذ. عبداللـه عزوززي

قالت مصادر حزبية مطلعة، وعلى إلمام واسع بالشأن السياسي بطهر السوق مرنيسة، أن التنكر للعقيدة السياسية و الانقلاب على الماضي الحزبي، هو السبب في ترجيح كفة النائب البرلماني السابق، عبد الله البوزيدي ، الملقب ببردان، الذي ترشح لولايته البرلمانية الثانية وكيلا للائحة حزب التقدم و الاشتراكية، على كفة أستاذ القانون الدستوري بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، التهامي بنحديش، الذي قاد لائحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بدائرة تاونات تيسة في الانتخابات التشريعية التي أُجريت يوم الجمعة الماضي.

وأضافت نفس المصادر بأن السبب الرئيسي في حرمان البرلمان المغربي، قبل التهامي بنحديش ذاته، من خدمات أستاذ القانون تعود إلى دخول رئيس جماعة طهر السوق، الاتحادي عبد الرحمان الغريب، على تيار الحملة و الدعاية الانتخابية لفائدة التجمعي محمد عبو الابن، رئيس جماعة بني وليد، والوزير المنتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقم، المكلف بالتجارة الخارجية، داخل حكومة عبد الإله بنكيران المنتهية و لايتها، وهو الأمر الذي دفعه إلى حصد آخر ما بقي من ورود (نسبة إلى رمز USFP) بمرنيسة التي تُعتبر واحدة من أهم قلاع اليسار بالمغرب، و يهديها إلى الحمامة في شكل غبار مسحوق مضادٍ للشيخوخة البرلمانية.

وأورت مصادرنا أن الدوائر الإحدى عشر المكونة للمجال الترابي لجماعة طهر السوق، التي يسيرها الاتحاد الاشتراكي بأغلبية مريحة، لم يحصل فيها حزب “الوردة” سوى على 15 صوتا، أي بمعدل صوت واحد في كل دائرة تقريبا، بينما أكلت الحمامة أزيد من 435 “حبة قمح طازجة”. و سبب هذا الحصَاد، تقول مصادرنا، هو أن رئيس الجماعة صاح في قاعدته الانتخابية قائلا : صوتوا على عبو، فإن لي عنده حاجة هو أعلم بها.

يُذكر أن نجاح الاتحادي التهامي بن حديش، كانت قد تداولته العديد من المصادر العليمة و وسائل الإعلام ليلة الجمعة/السبت 08 أكتوبر، و ظل متداولا إلى حدود الساعة الرابعة من يوم السبت، قبل أن تأتي أخبارٌ من عمالة إقليم تاونات تقول بأن المقعد الثالث هو من نصيب عبد الله البوزيدي الإدريسي، الملقب ببردان، عن حزب التقدم و الاشتراكية ب7752 صوتا، و ليس من نصيب أستاذ القانون الدستوري عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بينما عاد المقعد الأول لمحمد عبو عن حزب التجمع الوطني للأحرار ب 16133 صوتا؛ و المقعد الثاني لحزب الجرار، الذي قاد لائحته المحلية عبد اللطيف الفويقر، رئيس جماعة بوهودة، بما مجموعه 16104 صوتا.

إذن.، هكذا استطاعت مرنيسة أن تكتب التاريخ على طريقتها الخاصة، مُستَغِلة السلطة المعنوية التي يتمتع بها قادتها السياسيون التقدميون .. مرنيسة التي ظل يُعتقَد أن بها قاعدة انتخابية مُناوئة لما يسمى بالأحزاب الإدارية (RNI) و كذا للتيارات المحافظة، خاصة حزب العدالة و التنمية، الذي استطاع أن يؤسس بها أول كتابة محلية في مارس 2012، و الذي كان من نصيبه 114 صوتا على مستوى دائرة نفس الجماعة خلال هذه التشريعيات، ومُفضلةً تفويت فرصة ذهبية على الاتحاديين بتاونات بعدما لفتت إليها الأنظار بحسن تدبيرها للمجلس الجماعي لطهر السوق من خلال الطفرة التنموية التي حققتها بها على مستوى التهيئة الحضرية .. تلك نقطة كانت سترفع ذكر الدائرة و البلدة عالياً تحت قبة البرلمان المغربي لو أن الرئيس ظل وفيا لشعار إخوة عمر بن جلون و عبد الرحمان اليوسفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق