أخبارمجتمع

فاجعة الصويرة وضرورة تحمل الحكومة لمسؤوليتها في حماية كرامة المواطنين

AL FAHIAA

إن ما حدث مؤخر في الصويرة مؤلم، نظرا لبشاعة نتائجه التي لا يمكن السكوت عنها، أو اعتبار الأخطاء من سلطة القضاء والقدر .. فسقوط عدد من الضحايا في عملية للبر والإحسان، وانتقال صاحبها من مدينة الدارالبيضاء إلى الصويرة لا يمكن اختزال ذلك في سوء التنظيم فقط، وغياب السلطات المحلية في تنظيم عملية توزيع هذه المعونة .. ونظن في جريدة المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن التحقيقات ستكشف عن خلفيات ما حدث، والذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول طبيعة تحمل الحكومة لمسؤوليتها في حماية كرامة المواطنين من العوامل المؤثرة في الهشاشة والفقر والإقصاء الاجتماعي، التي أصبحت القاعدة العريضة من المجتمع تواجهها.

مهما كانت المبررات الدينية والأخلاقية التي حركت من تسبب في فاجعة سيدي بولعلام بالصويرة، فإن ما حدث يكشف عن هول الافتقار والاستخفاف بكرامة المواطنين الذين يضطرهم الفقر والإقصاء الاجتماعي للسقوط في مثل هذه الفاجعة، سيما إن كان البعض لايزال يراهن على التظاهر بالورع الديني لخدمة مصالح الجهات التي تموله للقيام بهذه المبادرات الإحسانية التكافلية، التي اتضح أنها تمارس خارج أهدافها القيمية والحضارية، التي اعتاد المغاربة عليها بدون توظيفها فيما يقلل من طابعها التضامني والإحساني .. ونعتقد، أن السلطات الحكومية المركزية والجهوية أصبحت معنية بالتدخل للحفاظ على حسن تدبير مثل هذه السلوكات والمبادرات، والتفكير في سبل تنظيمها وتقنينها حتى لا تكون مجالات وملاذات للاستخدام خارج أهدافها النبيلة.

لن نذكر من يستغلون سوء الأوضاع التي تعيش فيها الشرائح الاجتماعية الأكثر فقرا وبؤسا، من أن كرامة المغاربة أسمى من هذه المبادرات التي تريد شرعنة التسول والفقر في المجتمع، وأن المجتمع المغربي يمتلك في ذاكرته التاريخية والحضارية ما يسمح بممارسة أعمال البر والإحسان، دون الوقوع في مثل هذه الفواجع المؤلمة كما حدث في الصويرة، وعلى الحكومة المغربية .. وخصوصا، المسؤولين عن القطاعات الاجتماعية استخلاص الدروس، والتحرك لتدارك الموقف واحتواء القهر الاجتماعي الذي بدأ يخرج عن السيطرة، نتيجة غياب اهتمام الحكومة بذلك في برنامجها، وفي برامج الأحزاب التي يتشكل منها التحالف الذي يجمعها .. ونعتقد أيضا، أن الاحتياجات الاجتماعية التي تزايدت رقعتها تقتضي من الحكومة وكافة الأطراف المعنية بالاستقرار الاجتماعي نفض الغبار عن مكاتبها، و وضع الملف الاجتماعي الاقتصادي على رأس الأولويات في عملها .. وليرحم اللـه أرواح هذه الفئة من المواطنات اللائي قضين في التدافع من أجل الحصول على المعونة وإنا للـه وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق