أخبارمتفرقات

الأطلس / جمعية “أجدير للفن و الثقافة الأمازيغية تكرم أحد حراس قلعة فزاز

ALLA

هشام بوحرورة

في بادرة إنسانية راقية، توجت جمعية “أجدير للفن و الثقافة الأمازيغية” السيد “لعلا علا”، أحد حراس قلعة فزاز بالأطلس و مالك مفاتيحها، يوم الأحد 25 أكتوبر2019، بمناسبة الأيام الثقافية الثانية للجمعية بموقع القلعة الزيانية.

مشهد تكريم السيد “لعلا علا” لحظة عابرة .. لكنها، ذات قيمة ثقافية علمية بمثابة صك اعتراف بأحد المهتمين بتاريخ الأطلس المركزي، في الصورة رئيس جمعية أجدير للفن و الثقافة الأمازيغية، السيد “عبد العزيز أحنو”، يتوج السيد “لعلى علا”، بشهادة تقدير التي ربما تعني الشيء الكثير بالنسبة لهذا الرجل الأمازيغي البسيط، الذي يستحق الأفضل لما بذله من تضحيات للحفاظ على التراث الإنساني متحديا كل الإكراهات.

يحسب للسيد “لعلا علا” أنه سلم بأمانة لوزارة الثقافة الوطنية مجموعة من اللقى الأثرية ذات قيمة علمية في غاية الأهمية، و ذلك وفق محضر رسمي و بتنسيق مع السلطات المحلية و رجال الدرك.

نبذة مختصرة عن مسار الرجل

السيد “لعلا علا” فلاح من قبيلة آيت عمو عيسى يقطن بجوار قلعة فزاز، المجال الترابي لجماعة أگلمام أزكزا إقليم خنيفرة، هذا الشيخ المعروف بتشبثه بأطلال القلعة لما خبره عن قيمتا بالفطرة، لم يتلق تعليما يخول له القيام بما قام به .. لكنه، يتكلم بمنطق المدرك لقيمة التراث الإنساني المشترك، احتفظ بالمفاتيح الرمزية للقلعة، كالعديد من اللقى الأثرية من نقود و حلي و خزف و معلومات عن الأقواس و الأبراج، كما وقف في وجه كل أشكال تخريب الأطلال، قاوم جشع الباحثين عن المعادن و أنانية بعض الباحثين الأكاديميين.

تسليم شهادة اعتراف من طرف جمعية أجدير للسيد “لعلا علا” بادرة ثقافة إنسانية لا تقل قيمة عن تخليد اسمه في البحوث الرسمية، ففي الوقت الذي يشتكي الباحث الأكاديمي من السرقة العلمية و الأدبية، و أمامه كل قنوات التوثيق، فتهميش السيد “لعلا علا” دون تخليد مجهوده في البحوث يعد أيضا سرقة و تنكرا لا يمت لثقافة الاعتراف بصلة.

قلعة فزاز المهدية و تيحبيت .. أسماء لأقدم قلعة-مدينة بالأطلس، فك ألغازها متوقف على ما سيكشفه البحث الايركلوجي و الجيني .. المعروف عن القلعة محليا وثقه بعض الباحثين نموذج؛ أحمد المنصوري في وثيقة “كباء العنبر” تحقيق ذ محمد بلحسن، هناك سطور دونها المؤرخ ابن الطوسي، و أبيات منسوبة للمعتمد بن عباد تؤرخ لمنفاه بالقلعة .. ثم هناك اللقى الأثرية للسيد “لعلا علا”، و بحوث نيل الإجازة لطلبة المنطقة بجامعة فاس و مكناس منذ ثمانينيات القرن الماضي، على الأقل هي بحوث ميدانية تربط القلعة بمحيطها الجغرافي الثقافي مثل: قرية جنان ماس، وادي إيشبوكة، مغارة أفري ندونيت المطلة على قصر أدخسال، قمة عميرة، الشعر الأمازيغي الشفهي و الأساطير المحلية..

و في تعريف للقلعة بلغة المراجع التاريخة، ورد في “كباء العنبر من عظماء زيان و أطلس البربر” ص 53/54 : (عن يمين أرو گو جبل عميرة به ربوة تدعى الگارة، و هي القلعة البربرية التي تسمى” قلعة فزاز” و كان المتولى بها مهدي بن تولي اليحشوفي الزناتي، و هذه القلعة هي التي حاصرها يوسف بن تاشفين مدة تسع سنين، و لم تخضع لسلطنته، و جبل عميرة يطل على بسيط أدخسال و به القصبة الإسماعيلية العظيمية، و التي كان لها شأن في استتباب الأمن لهذا الأطلس، أيام المولى إسماعيل و بعده .. و أول من أسس هذه القصبة هو يوسف بن تاشفين، أيام حصار قلعة فزاز .. و لكن، جددها السلطان إسماعيل سنة 1099، ثم ألحق بها السلطان المولى الحسن حامية أخرى بعد الأولى التي أنزل بمعسكر خنيفرة، و بقيت بها إلى حدود الاستعمار الفرنسي سنة 1332هـ/1914م. و من الآثار أرو گو مدشر كان يسكنه مرابطون و علويون، و به زاوية و مدرسة قرآنية و علمية قديمة، و التي إلى حدود الاستعمار لم ينقطع عنها الطلبة المسافرون .. و مدشر أسول أرو گو و “جنان اماس”، و مدشر جنان اماس يذكّر بمتفقهة البرابر(…) كانت حركة علمية أوائل القرن الثاني عشر بهذا المدشر، أو بالمكان القريب منه المسمى بوسادر، فقد وجد هناك من العلماء المؤلفين في القراءات، علامة جليل يسمى أبا محمد بن عبد السلام التازناقتي المضغري، كان علامة أخذ عن سيدي إدريس المنجرة و سيدي اسعيد جموع، و له تأليف في القراءات، ألفها في شوال 1131هـ بالمحل المسمى بوسادر آيت سعيدان، و هم آيت عمو عيسى أصحاب هذه البلاد. و جنان أماس مركب من لفظتين عربية و أمازيغية معناها الوسط، و تنطق أيضا جن ألماس بمعنى: نمْ في الوسط، و جنان ماس معروف بطبيعته و مياهه و كان الفرنسيون بمعسكر خنيفرة يقصدونه للاصطياف بَارِزُهم القريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق