أخبارملفات و قضايا

الحكومة الجديدة وضرورة استحضار وعي المغاربة والتحديات والإكراهات المطروحة

بقدر ما كانت فرحة المواطنين المغاربة بنتائج التصويت العقابي التاريخي ضد من كانوا يريدون التحكم والتغول في مفاصل الدولة والمجتمع والانتصار، بقدر ما أصبح الخوف يتمدد إلى عقول المغاربة على إثر القرارات الاقتصادية والصحية التي تشدن بها الحكومة تحمل مسؤوليتها في تدبير الشأن العام، وتجاهلها لمطالب المواطنين المغاربة العادلة، التي لم تكن واردة على طاولة حكومتي العدالة والتنمية في عشريتها

إنكم يا رئيس الحكومة الجديدة، في امتحان المائة يوم الأولى، وخصومكم يترقبون فشلكم، فـلا تمنحوا أعداء الوطن الفرصة لضرب الاستقرار والسلم الاجتماعي، وضعوا عقاب المغاربة لأغلبية حزب العدالة والتنمية، الذي لا يزال يؤمن ويواجه فشله الانتخابي التاريخي بالبحث عن كبش الفداء، والتسويق للمظلومية خارج الزمن المغربي، الذي سحب الثقة منهم بالديمقراطية، التي وصلوا لها سنة 2011 إلى سلطة الحكومة .. إيــاكـم إذن، يا رئيس الحكومة الاستخفاف ببراءة وصدقية مطالب الشعب المغربي، التي يمكن أن تتغلبوا عنها بالحوار والوضوح والإقناع الذي ظل مغيبا في عشرية حكومتي بن كيران والعثماني وحلفائهما في الولايتين التشريعيتين السابقتين .. ونظن في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أنكم قادرون على معالجة الأخطاء بنفس الحس الوطني، الذي كنتم تديرون به حقيبة الفلاحة ومشروع المغرب الأخضر، و لا يخامرنا الشك في إعلانكم عن الاختيار الاجتماعي الديمقراطي في التنمية، الذي لم تعملوا حتى الآن على فتح الحوار مع المغاربة حوله .. خصوصا، مع السواد الأعظم من فقراء ومحرومي الوطن .. ونظن أيضا، أن أوراش النموذج التنموي، وتفعيل الدولة الاجتماعية والتعبئة الوطنية لحماية قضية الوحدة الترابية، التي يقودها جلالة الملك بحكمة، يمكن أن تساعدكم على تصليب ثقة المغاربة في سياسة حكومة تحالفكم الحكومي الجديد، التي يمكن أن تقطع مع الفساد وغياب ملامح التدبير العقلاني والتنموي المواطن

بالنسبة للسيد وزير الصحة، فأنت لست معفيا من المساءلة من المواطنين المغاربة حول سير عملية التلقيح والقرارات العشوائية التي تتخذها، كقرار إجبارية جواز التلقيح، في الوقت الذي تتحسن فيه نتائج المواجهة مع كوفيد 19 ومُحوراته .. ونظن أن اللجنة العلمية التي ترأسها مطالبة أيضا بالحوار والجواب عن الأسئلة التي يطرحها المواطنون حول مخلفات التلقيح وتداعياته الصحية والاقتصادية .. فما الذي يمنعك من ترسيم الحوار، و وضع المواطنين المغاربة في الصورة ومع الحقائق المسكوت عنها، التي تؤثر في جميع الإجراءات التي تلقى اليوم معارضة، ويحاول خصوم الاستقرار والسلم الاجتماعي استغلالها، بما في ذلك المحسوبون على بعض الأحزاب الممثلة في البرلمان، كما تعبر عن ذلك رئيسة الاشتراكي الموحد للتسويق الانتخابي ضد من يعارضونها في حزبها، والنيل من خصومها في الأحزاب الأخرى، سواء في الأغلبية أو المعارضة حتى لا تعيدنا إلى الوراء وإلى أسوأ الظروف

وفي هذا الصدد، نذكركم السيد رئيس الحكومة، بأن المغاربة في حاجة إلى تغيير التعامل معهم، وبدل كل التضحيات للاستجابة لانتظاراتهم .. خصوصا، أنكم في برنامجكم الحكومي كنتم أكثر وضوحا والتزاما في تحقيق مطالبهم في الشغل والتعليم والصحة والتضامن وتحسين الدخل و وقف غلاء الأسعار .. وتعرفون السيد رئيس الحكومة، خطورة الأيام الأولى من عمر حكومتكم، وما تحتاجه ثقة المواطنين من قرارات تحفيزية وتنموية ..  فـإيـاكـم الاستخفاف بنبض المغاربة والمطالب المشروعة في هذه الفترة من التاريخ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق