أخبارجماعات و جهات

لا .. ثم لا .. للقتل الرمزي للإنسان ومعه أيضا الحيوان

لا أحد اليوم بمدينة اليوسفية يجادل في حقيقة، أن المجلس الجماعي بالمدينة فقد بوصلته التدبيرية، فأضحى فقط يخبط خبط عشواء

الجديد في هذا العبث هو إلغاء الدعم المخصص لجمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي المجلس، وتحويل جزء كبير من اعتماده إلى جمعية أو ودادية، لا أعلم بالضبط .. لكن، كل ما أعلمه أنها متخصصة في قتل الكلاب الضالة بالرصاص الحي

صحيح، أن ظاهرة الكلاب الضالة تفشت هذه الأيام  بشكل كبير في شوارع وأزقة المدينة، شأنها شأن العديد من الظواهر الغريبة التي باتت تعرفها المدينة، والتي يقف وراءها هذه المرة أبناء البشر، وليس الكلاب .. هذا، فقط من باب الإنصاف

هنا، ليس دفاعا عن جمعية موظفي المجلس، فهم جديرون بالدفاع عن أنفسهم .. لكن، وكما يعلم الجميع، وتحديدا كما أسرّ لي رئيسها السابق رحمه اللـه أثناء تغطية انتخابات تشكيل المكتب، وكان ذلك ربما سنة 2014، لا أذكر جيدا .. قال لي رحمه اللـه بأن الجمعية ليس لها طابع اجتماعي كما يظن البعض، بل تلعب دورا إنسانيا عميقا لا يعلمه سوى أصحاب النوايا الحسنة

من زاوية أخرى أتساءل؛ لماذا لا يعمد مجلس اليوسفية إلى التفاعل الإيجابي مع مذكرة وزارة الداخلية، وتبني مفهوم جديد للتدبير الجماعي بخصوص مسألة التعاطي مع ظاهرة الكلاب الضالة، عبر اعتماد آلية TNR بشراكة مع المكتب الوطني للسلامة الصحية، وهي تهدف إلى جمع الكلاب الضالة في مراكز معالجة خاصة  لإخصاء الذكور، وتعقيم الإناث واستشفائها، وبعد ذلك إطلاقها في أماكنها الطبيعية .. ومن ثمة تجنيب الوطن الحرج الداخلي والخارجي، وتفادي مفهوم القتل، وإن كان المشرع المغربي قد أخطأ عندما استعمل عبارات القتل دون مراعاة لحقوق الحيوان

ما أريد أن أقوله في هذا الصدد، هو أن المسؤول الناجح لا يبحث دائما عن الحلول السهلة، بل يجتهد ويبتكر في حدود الممكن طبعا، بعيدا عن هواجس أخرى

عموما، تذكروا جيدا أن تحويل وجهة هذا الاعتماد بهدف قتل الكلاب بشكل مباشر، يقابله في الجانب الآخر، قتل رمزي للجمعية وللموظف الجماعي وللإنسان بشكل عام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق