أخبارمختارات و طرائف

أخنوش وضرورة الاستفادة من التجربة الغربية الديمقراطية في مواجهة أزمة الغلاء

هل يعرج أخنوش في تعزيز مقاربته لغلاء الأسعار على مسودة التدبير التي تناقشها الجمعية الوطنية الفرنسية للمدونة، التي تقدم بها ماكرون لدعم القوة الشرائية للفرنسيين ..؟

هل لا يزال في جعبة أخنوش من التدابير الوقائية ضد غول الغلاء الذي يمس كل الخدمات والمواد الاستهلاكية اليوم ..؟

هل سيتمكن ماكرون من تمرير مشروعه أمام تحالف اليسار وباقي الأطراف المكونة للمعارضة الفرنسية، التي يواجهها بأغلبية غير مطلقة ومرشحة للاهتزاز في أي وقت ..؟

أخيرا هل استخلص أخنوش وتحالفه حقيقة الواقع المعيشي للمواطنين المغاربة، الذين فقدوا القدرة الشرائية في مواجهة هذه الارتفاعات الصاروخية، التي لم يعد بالإمكان تحملها بضغط تداعيات كوفيد والحرب الروسية الأوكرانية ..؟

إن العنوان الذي نطرحه يكتسب مصداقيته من هذه الأسئلة التي تفرض نفسها على كل مكونات التحالف، الذي يقوده أخنوش اليوم .. ونعتقد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، التي تتعامل مع الضعف الحكومي ليس من زوايا التشفي، أو الانتقام، أو الدعاية لأطراف أخرى، التي يمكن أن توجه خطابنا وتحليلنا النقابي والسياسي والاقتصادي المسؤول اتجاه جميع القضايا والملفات

إذن، رحيلك أو بقاؤك يا أخنوش مرهون بالقدرة على الإنصات للرأي الذي يعارض سياستك الحكومية ويختلف موضوعيا مع ما يوجه اهتمامك من أقرب الناس إليك .. فوحدك صاحب الرهان في هذا التحدي الموضوعي لمواجهة أزمة الغلاء والفشل في الأداء الحكومي، الذي أصبح شعار المغاربة حوله يقوم على الرحيل قبل فوات الأوان .. خصوصا، وقد ظهرت المؤشرات الأولى في الاستخفاف بالاحتجاجات والانتقادات التي تطاردك يوميا .. فرصيدك الحكومي والانتخابي تحت المجهر، ولا أحد يحالفك ويوافقك في اختيارك الفاشل بالملموس على أكثر من صعيد

إن عملية الإصلاح والنقد والتغير الذاتي التي تعتمدها الديمقراطية الغربية اليوم، كما يتابعها العالم عن النموذجين الفرنسي والبريطاني لا تحتاج إلى المزيد من التسويق لمدى تجدر الممارسة الديمقراطية في النظامين اللذين يحاولان اليوم غسل أخطاء زعمائهم على رأس الدولة، والحرص على حرمة صوت الناخبين والتنافس في تقديم الأصلح والأسلم لقيادة الأحزاب الحاكمة، ومعالجة الملفات المجتمعية الشائكة المطروحة عليهم، ويشكل مقترح القدرة بالنسبة لتيار ماكرون ومن يتحالف معه تحدي مصيري قد يساعد على تقويمه أغلبية ماكرون، أو يسقطها في أول تجربة تصويت على قرارات حكومته، وبنفس الدرجة يسجل على أعضاء حزب المحافظين في إنجلترا في بحثهم عن المرشح الكفيل بانتزاع دعم حزب المحافظين في عملية الانتخاب التي ستجري في شتنبر المقبل لحسم خلافة بوريس جونسون، والإجابة على الأسئلة المجتمعية   

إذن مرة أخرى، رحيلك أو بقاؤك يا أخنوش مرهون بمعالجة سعار غلاء المحروقات والمواد الاستهلاكية، وترجمتك لتوجيهات جلالة الملك التي جاءت في خطاب العرش لسنة 2022 .. ولسنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، متشائمين اتجاه ما يمكن أن تقوم به لحماية شخصك كرئيس حكومة منتخبة وحاملة لمشروع تنموي ديمقراطي واجتماعي، كما أننا نتوقع بنفس القوة فشلك في المعالجة وانحيازك للمستفيدين منها على حساب قاعدة الضحايا التي تتوسع باستمرار .. لذلك، نقول لك، وبروح المواطنة التي تجمعنا، أن رحيلك أو بقاؤك في الفريق الحكومي كما سبقت الإشارة إلى ذلك، مرهون بمعالجة سعار غلاء أسعار المحروقات والمواد الاستهلاكية مع هامش ربح المعركة إن كنت موفقا في إنقاذ اسمك و رصيدك الحزبي والانتخابي في نهاية المعركة ضد أزمة الغلاء، التي تواجه المواطنين اليوم، وكل الخيارات الإيجابية متاحة أمامك يا أخنوش لإصلاح الواقع الراهن، دون أن يكلفك هذا المزيد من الاحتقان و الاحتجاجات المطالبة برحيلك الفوري عن منصبك الحكومي

لسنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، مع المعارضة السلبية التي لا تمنح المسؤول المعني بها الحق في الرد والدفاع عن قراره أو وجهة نظره اتجاه الموضوع المطروح في القطاع الذي يشرف عليه .. فحبذا لو يسارع المسؤولون إلى الحوار وتنظيمه مع العموم عبر البوابة الإلكترونية المفتوحة حتى يشعر العاملون المجدون من المسؤولين والوزراء بما يقومون به من أعمال جليلة لفائدة المواطنين .. وفي هذا الإطار، نوجه عناية التحالف الحكومي بقيادة أخنوش إلى ضرورة الانتباه إلى فضيلة الحوار المنتظم مع الرأي العام وشكايات المواطنين والمنظمات التي تؤطرهم ..  ونعتقد أن قيادات التحالف تعرف جوهـر وقيمة الحوار مع المواطنين الذين يجب على جميع المسؤولين مراعاة احترامهم وتقديرهم على المبادرات الحوارية التي تستهدف معالجة المشاكل وتكريس المتابعة المباشرة للمواطنين للأداء الحكومي، بدل الإهانة والاستخفاف بكرامة المواطنين، كما فعل رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، الذي نعت المغاربة الذين شاركوا في حملة هاشتاغ أخنوش ارحل ..
نعتهم بالمرضى، وكذلك قول أحد البرلمانيين من حزب الأحرار بأن هاشتاغ صنع جزائري .. !

من حقنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن نقول لك يا أخنوش، بأن كل الأبواب مفتوحة لتدارك الوضع الراهن إذا كنت تتابع عن كتب المسلسل الحي الفرنسي والبريطاني الذي يتبنى اختيارهما الديمقراطي الحداثي .. ونظن أن أحداث الغربلة والتغيير في الفريق الحكومي هي الأولوية الكفيلة بإصلاح خطواتك الأولى في التدبير الحكومي، ومراجعة برنامجك الحكومي على ضوء توجهات النموذج التنموي اتجاه القرارات الحكومية الشجاعة لإصلاح قانون المقاصة، وخفض الأسعار، ومراجعة النظام الضريبي، وإعادة النظر في الاقتصاد الطاقي والفلاحي .. خصوصا، في الإصلاحات التي تمكنك من حماية رصيدك و وجودك الحكومي والبرلماني   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق