باريس – عبد الرحيم مالكي

شهدت العاصمة الفرنسية باريس، صباح اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025، تصعيدًا كبيرًا في احتجاجات سائقي سيارات الأجرة، الذين دخلوا في يومهم الثاني من الإضراب الوطني، احتجاجًا على الإصلاحات الجديدة التي أقرتها الهيئة الوطنية للتأمين الصحي بشأن خدمات النقل الطبي

منذ ساعات الصباح الأولى، أغلق المحتجون عدداً من المحاور الرئيسية عند مداخل المدينة، لا سيما في منطقتي Porte de Bagnolet et  Porte Maillot، حيث أشعلوا الإطارات و وضعوا الحواجز الخشبية ما أدى إلى اختناقات مرورية خانقة شلّت الحركة في أجزاء واسعة من العاصمة، ودفعت هذه الأوضاع السلطات الأمنية إلى التدخل لفتح الطرق واستعادة النظام

قوات الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين، وسط مواجهات مباشرة بين الطرفين .. أسفرت العمليات عن توقيف أكثر من 60 شخصًا من سائقي سيارات الأجرة .. في حين، تم تسجيل عدة إصابات طفيفة في صفوف المتظاهرين وبعض عناصر الأمن

ويقول السائقون: إنهم يعترضون على القرارات الحكومية الأخيرة، وعلى رأسها إلغاء تعويضات الرحلات الفارغة وخفض التسعيرات المخصصة للنقل الصحي، وهو ما يعتبرونه تهديدًا مباشرًا لمصدر دخلهم، كما عبّروا عن استيائهم من غياب الرقابة على خدمات النقل عبر التطبيقات مثل أوبر، والتي تزيد من حدة المنافسة غير المتكافئة

النقابات المنظمة للإضراب طالبت بوقف فوري لتنفيذ هذه الإصلاحات، وفتح حوار عاجل مع الحكومة بحضور وزارات الصحة والنقل والمالية، وأكدت أن التصعيد في باريس هو نتيجة مباشرة لتجاهل مطالب العاملين في القطاع .. محذّرة من استمرار التحركات في الأيام القادمة

في المقابل، دعت وزارة الداخلية إلى التهدئة .. مشيرة إلى أن باب الحوار لا يزال مفتوحًا .. في حين، يعاني سكان باريس من تبعات هذه الأزمة، حيث اضطر كثيرون منهم إلى استخدام وسائل النقل العام التي تشهد ضغطًا شديدًا منذ بدء الإضراب

ويبدو أن أزمة سائقي سيارات الأجرة مرشحة لمزيد من التصعيد، في ظل تمسّك الطرفين بمواقفهما، وغياب مؤشرات حقيقية على الوصول إلى تسوية وشيكة