أخبارجماعات و جهاتمجتمع

مسبح اليوسفية بين حرارة الصيف وبرودة الإرادة السياسية

 

ذ. يوسف الإدريــــسي

في مدينة اليوسفية تحديدا، حيث تقسو الشمس برياح شرقية جافة وتبلغ معها درجات الحرارة ذروتها، لا يمكنك أن تجد متنفسا يخفف عنك وطأة الصيف، لا سيما إذا كنت من الشباب أو الأطفال الباحثين عن لحظة انتعاش في مسبح عمومي أو حتى في نافورة طرقية

وبينما تتأجج حرارة الطقس بالمدينة، تبرد إرادة المجلس الجماعي في تدبير شؤون المدينة نفسها، ويغيب الحس الاستباقي في فتح مرفق حيوي، وهنا أقصد المسبح البلدي، الذي كان من المفروض أن يكون جاهزا منذ شهرين كأقل تقدير

المجمع الفوسفاطي حين خصص سنة 2014 بقعة أرضية بحي الأمل (الفوارات)، ورصد لها ميزانية فاقت ملياري سنتيم لبناء مسبح بمواصفات أولمبية، إلى جانب مسبح للأطفال، وفضاءات متعددة؛ حديقة ألعاب، قاعة أفراح وملعب ومقهى ومطعم ومرافق صحية وإدارة ومستودع للملابس، ثم فوت هذا المشروع كاملا إلى جماعة اليوسفية بصفر درهم

لم يكن المجمع يبحث وقتها عن الربح، بل عن تقديم خدمة عمومية ذات بعد اجتماعي وترفيهي طالما أنه يتحمل جزءا من المسؤولية الاجتماعية بالمدينة .. لكن، حين تصل المبادرة إلى أيادي منتخبي المجلس، وتدخل مرحلة (الموت البطيء)، والمجلس لم يكلف نفسه ولا ميزانيته، لا دراسة ولا بناء ولا إشراف ولا تجهيز .. حينها بالضبط، نكتشف جميعا أن اليوسفيين جاؤوا في الزمن الخطأ والمكان الخطأ،  وهو ما جعل العديد من الفاعلين المجتمعيين يعاتبون المجمع على تفويت المرفق لأناس لا يعرفون قيمته الاجتماعية ولا يقدرونها، في وقت كان المجمع أجدر بتسييره أو على الأقل الإشراف عليه تحت صيغة من صيغ التفويض

لنتفق الآن على أن غياب هذا المرفق اليوم لا يعبر فقط عن تقصير في التدبير، بل عن أزمة إرادة سياسية حقيقية داخل مؤسسة منتخبة كان من المفترض أن تكون صوتا للمواطن وهمومه .. ففي مدن أقل حظا من اليوسفية، نجد مرافق تشتغل بكفاءة رغم الإمكانات المحدودة، بينما هنا، يتعطل كل شيء في حضرة العبث واللامبالاة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق