
. حينما تسافر رئيسة جماعة اليوسفية إلى إسبانيا في وقت يغرق المواطن في أزبال المدينة
ذ. يوسف الإدريــــسي
في مشهد يعكس عمق الهوة بين المسؤول المنتخب والمواطن البسيط، وبين رفاهية المسؤولية وهموم الشارع، اهتزت مدينة اليوسفية خلال الأيام الأخيرة على وقع صورة صادمة لمواطنين يفترشون الكراسي على الرصيف لتناول وجبات سريعة وسط أكوام من النفايات والأزبال التي اجتاحت أهم شارع تجاري في المدينة، إثر إضراب إنذاري خاضه عمال النظافة، احتجاجا على ما وصفوه ب(تعسفات إدارية)
الصورة التي تم تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي المحلي، لم تكن مجرد لقطة عابرة، بل كانت مرآة عاكسة لحالة غير طبيعية تعيشها المدينة، في الوقت الذي اختارت فيه رئيسة جماعة اليوسفية السفر خارج أرض الوطن، وتحديدا إلى فضاءات دولة إسبانيا
لو كانت السيدة الرئيسة تحترم مركزها القانوني كشخصية منتخبة ومسؤولة، وتحترم أصوات الناخبين، لعادت لتوها إلى المدينة للوقوف على أسباب الأزمة وإنصاف من له الحق في إشكالاتها وضمان عدم تكرارها، غير أن رئيسة المجلس ربما كانت لها أولويات أخرى وفق تقديراتها الشخصية، وأن أزمة الأزبال وعصاراتها وتهديد بيئة وصحة المواطنين، هو أمر ثانوي لا يستدعي كل هذا القلق
لها الحق في ذلك، غير أن المواطنين من حقهم أيضا طرح أسئلة جوهرية في هذا الصدد؛ أين دور جماعة اليوسفية في الوساطة ..؟!
وأين الرئيسة من مسؤولياتها تجاه مواطنين أُجبروا على التعايش مع الروائح الكريهة وانتشار النفايات، بينما هي تستمتع بفضاءات نقية وبيئة نظيفة ..؟!
أكيد، أنه من حق المسؤول أن يسافر للعمل أو الاستمتاع أو شيء من هذا القبيل .. ولكن، ليس من حقه أن يغيب في ذروة الأزمات
بالمقابل، من حق المواطن أن يطالب بخدمات أساسية دون أن يتحول إلى ضحية بين أكوام النفايات
وحتى لا أطيل في الحديث، أقول أن ثمة فرقا شاسعا بين من يرى في السياسة وسيلة للبروز والسفر ومن يعتبرها تكليفا لا تشريفا، بل مسؤولية أمام الله قبل أن تكون أمام العباد