
لماذا السعي للإطاحة بمنسقة البام بوجدة ..؟
وجــدة – عمر خليل
لا يختلف اثنان حول الدور الريادي الذي يلعبه الحزب السياسي في إنتاج النخب والكفاءات، التي قد تساهم فعليا في بلورة رؤى ومقاربات ناجعة وضامنة للنمو الاقتصادي والاجتماعي، محليا أو وطنيا، وهو الامر الذي حرصت التوجيهات الملكية في أكثر من مناسبة على التذكير به، كما دعوة المواطن الى تحمل مسؤوليته الوطنية الكاملة في اختيار النخب الصالحة، التي ستتولى الشأن التشريعي أو التنفيذي، ونجد أنفسنا نتساءل:
هل الأحزاب السياسية المغربية، أو على الأقل بعضها منضبطة ومتقيدة بالتوجيهات الملكية، التي تراهن على جعل الحزب مشتلا حقيقيا للنخب ورافعة فعلية للتنمية ..؟
وهل بوصلتها تسير وفق التوجهات العامة لسياسة الدولة وتتماهى معها، أم ستبقى مجرد مقرات وبنايات بدو روح، أو فاعلية في انتظار الزمن الانتخابي لتنفض عنها غبار سبات السنين، لتعلن استعدادها للخوض مع الخائضين ..؟
أكيد، واقع الحال يؤكد، أن أحزابنا وعلى خلاف سنوات النضج السياسي، التي خلت لم يعد يهمها من الشأن السياسي إلا الزمن الانتخابي، الذي قد تتسابق خلاله بأخلاق سياسية، أو بدونها على نسبة المقاعد المحصل عليها، ضمانا لورقة التدبير المحلي أو الوطني، وما عدا ذلك إلى الجحيم
حزب الأصالة والمعاصرة بوجدة، الذي هو سليل حركة لكل الديموقراطيين على صفيح ساخن، ليس بسبب نزاعات تنظيمية، وليس البتة بسبب الاختلاف حول قضايا راهنة، أوبرامج و مشاريع تنموية مرتقبة، بل فقط لأجل ضمان خارطة حزبية “للمسيو والمدام” وتابعهم كلبهم من أصحاب الولاءات في مختلف اللوائح الانتخابية، التي تستشرف منذ الآن الانتخابات المقبلة
فما معنى أن تشحذ السكاكين وتستنهض الهمم ويعلن النفير فقط لأجل الإطاحة الجبرية، أوالطوعية بمنسقة الحزب المشهود لها بالكفاءة العلمية والسياسية، كما الأخلاقية والانضباط الحزبي، والتي طيلة عهدتها استطاعت بفضل تخصصها الاقتصادي الأكاديمي استقطاب استثمار فاعلين اقتصاديين عالميين بالجهة، كما لم تشهد عهدتها أي انزلاقات حزبية أو صراعات داخلية، قد تكون مسوغا لمثل هذا الانقلاب على شرعية الصفة الحزبية
وإذا علمنا أن أبطال هذا المشهد السوريالي هم أنفسهم أو جلهم من تسللوا لهذا الحزب بعد استنفاذ رصيدهم بعدة أحزاب، كما ضعف حصيلتهم لما تولوا المسؤولية المحلية، فسوف ندرك، أن الأمر يتعلق بعملية إعادة تدوير لاستعادة نفس البروفايلات، التي قد تتحكم أو تستفيد من الوضع المريح باللائحة الانتخابية المنتظرة
فبأي ذنب أوجرم تتحرك الآيات للإطاحة بشخصية يشهد لها المجتمع قبل الحزب بجزيل بذلها وعطائها الاجتماعي ونظافة أدائها الحزبي، وخلو سجلها السياسي من أي شبهة أو سابقة ..؟ أكيد، أن ليس هنالك من جرم إلا جرم النفوس المريضة، التي روضت عقولها، كما ذواتها على استهلاك عقار الانتهازية، والتي لا تفوت أي فرصة معلنة كانت، أو مضمرة لضمان حصصها ومنسوب استفادتها، سيما إذا كانت الفرصة اسمها الانتخابات، التي صنعت لهم مجدا سياسيا و وضعا اجتماعيا مريحا سيشهد التاريخ، كما الوطن
هنالك سياسيين، أو ممن يفترض أنهم كذلك قد أخلوا بالعهد والوعد، ولم يكونوا أبدا في مستوى اللحظة السياسية الفارقة، أو في مستوى التوجيهات الملكية، التي أرادت للحزب السياسي باختلاف عقيدته وأيديولوجيته، أن يكون في مستوى تطلعات المواطن وفي مستوى المسؤولية المنوطة به دستوريا بالمساهمة في تكوين النشء تكوينا سياسيا وطنيا، وإنتاج نخبا قادرة سياسيا وأخلاقيا على إدارة وتدبير الشأن المحلي، أو الوطني على النحو الذي يرقى به الوطن والمواطن إلى مصاف المجتمعات الراقية .. فكما الله سبحانه يعبد بالعلم وليس بالجهل، فكذلك حضارة الأوطان وتمدنها تؤسس لبناتها بالعلم والمعرفة، التي يمتلكها ذوو الحظ العظيم، وليس ممن هم في كل واد يهيمون