

بالتضامن والتنزيل تتعزز الصحافة، التي تعد من أقوى الوسائل التي تلعب دورا حيويا في مواجهة الاستهداف والأزمات، فهي يعهد لها نقل الحقائق بكفاءة ومصداقية، وتسليط الضوء على المعاناة التي يتعرض لها المهنيون في مواجهة هذه الاستهدافات، يتطلب الأمر نهجا متماسكا مبنيا على التضامن والتعاون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتخفيف الأضرار، ليس فقط بالتوثيق الإعلامي، بل بتنزيل العمل على أرض الواقع لمساعدة المستهدفين (قضية الزميل حميد المهدوي نموذجا)
التضامن في الصحافة يعني انتهاج مواقف تعايش الذين تم استهدافهم من قبل الطغاة، وتحفز على احترام كرامتهم .. إذن، فلا يقتصر دور الصحفي على مجرد نقل الخبر، بل يتعداه إلى دعم الأشخاص المعرضين للمشاكل، ومتابعة وضعهم بعد انتهاء القصة .. وهذا النهج، بطبيعة الحال، يعطي الأولوية للأشخاص الذين يعانون ظروفا تهدد وجودهم
يؤكد هذا النهج على تفعيل دور الصحافة في توعية المجتمع والمسؤولين بمخاطر الأحداث، وتعزيز استجابة مهنية شاملة وعادلة، لأن تنزيل التضامن على أرض الواقع يكمن في المواجهة الصارمة، ولا يمكن أن يقتصر على التضامن المعنوي فقط، بل يجب تطبيقه عبر جهود مشتركة بين كافة الإعلاميين .. نعم، تلعب وسائل الإعلام دورا رئيسيا في إيصال صوت المستهدفين، فضلا عن حث السلطات على تبني سياسات فاعلة للاستجابة السريعة واتخاذ الإجراءات الملائمة
الإعلام التضامني يترجم إلى حملات الدعم والتوعية، فضلا عن متابعة مستمرة لحالة الضحايا، مما يحفز على تحريك ما يلزم من المساعدة المهنية بشكل فعال، كما يجب أن يتحلى الصحفيون بالاستمرارية في التغطية والمتابعة، فلا ينقطع التواصل مع المستهدفين بمجرد انتهاء الحدث، بل يستمر الإعلام في فضح المعاناة والضغط لتحقيق تحسينات مستدامة
الخلاصة، مواجهة استهداف نساء ورجال الصحافة بالتضامن والتنزيل تتطلب نهوضا إعلاميا يتسم بالاحترافية، مع تعاون وثيق بين الإعلاميين، المجتمع، والسلطات، لنقل الحقيقة والدفع نحو حلول فعالة .. لهذا، فالصحافة لا يجب أن تكون تعبيرا معنويا فقط، بل عملا ميدانيا مهنيا متكاملا يسهم في حماية الصحافيين المستهدفين وتحقيق العدالة من خلال متابعة مستمرة، للحفاظ على كرامة الفاعلين، وتخفيف الأضرار، وتحقيق العدالة الاجتماعية



