للمستقلة رأي

نعم السيد رئيس حكومتنا لا يوجد حزب مهيمن على المشهد السياسي الوطني ..!

bnky2

في خرجة إعلامية لرئيس الحكومة مع قناة “D W” الألمانية، وفي سياق الإجابة على أسئلة الصحفية التي حاورته، أكد وبعفوية مغربية صادقة أنه “لا يوجد في المغرب حزب قادر على الهيمنة على المشهد السياسي الوطني”، وهذه حقيقة لا يمكن القفز عليها منذ الشروع في تطبيق التعددية في السنوات الأولى من الاستقلال، وتترجمها إلى الآن استحالة انفراد أي حزب أو نقابة بالأغلبية المطلقة، مما يؤكد استحالة القطبية والهيمنة الأحادية على المشهد الوطني، ويزكيها التنوع الثقافي في المجتمع المغربي الذي يستمد مقوماته من روافده الإفريقية والعربية والأمازيغية والأندلسية.

بالفعل الملموس، جسد رئيس الحكومة في هذا الحوار للقناة الألمانية نموذج السياسي المغربي الناضج والمتواضع الذي يتطلع إليه جميع المغاربة، والمختلف جذريا عن القيادات الحزبية الصوتية ولو على الأقل أمام الأجانب، حيث اختفى بن كيران المنفعل في إجاباته وردود فعله مع محاوريه وخصومه، وهذا تقدم يحسب له، ويبرز حسن التعامل والتواصل الذي يجب أن يكون عليه المسؤول الحكومي الحزبي، الذي يجب أن يستفيد منه قادة أحزاب المعارضة المعروفون بالمزايدات الصوتية والشعبوية، وإن كانت خلاصة لهذا الوجه المشرق لرئيس الحكومة مع الإعلام الأجنبي، فإنها تتجسد في الواقعية التي تعامل بها مع محاورته والتي تكشف عن التحول الكبير في سلوكه رغم الانتصار السياسي الانتخابي الذي وصل إليه مؤخرا.

إننا في جريدة المستقلة بريس، نؤمن بصدق الرؤيا السياسية والحزبية التي عبر عنها رئيس الحكومة، ونعتبرها خطوة جريئة في رصيده تحسن من موقعه في المشهد الحزبي والسياسي الوطني، الذي لا يزال يفتقر إلى المصداقية في الأداء الفردي والجماعي والتنظيمي، وتتحكم فيه قيم وقواعد عفا عنها الزمن، ولم يعد يراهن عليها الفاعل الحزبي الذي يتطلع إلى ممارسة العمل السياسي لخدمة مجتمعه ووطنه، والتي تحدث عنها رئيس الحكومة في هذا الحديث الصحفي، كضعف الالتزام وسيادة الرؤى الحزبية الضيقة والتوجهات المصلحية الشخصية، التي تقتل نزاهة ورقي الممارسة الحزبية والسياسية التي برزت في سلوكات حلفائه في انتخابات المكاتب الجماعية والجهوية، رغم فوز حزبه الكبير في استحقاق 04 شتنبر 2015، الجماعي والجهوي، وقد نجح بن كيران في تجاوز ما حدث واعتبر ذلك طبيعيا في المشهد الحزبي والسياسي الوطني وسيزول مع تراكم الممارسة الديمقراطية والاحتكام إلى قوانينها في المستقبل.
طبعا، لا يمكن لنا في المستقلة بريس إلا أن نشاطر رئيس الحكومة في هذا الموقف من الأخطاء التي وقعت في مشهدنا الوطني الذي نتمنى أن يتغير نحو الأفضل والأرقى على غرار ما يوجد في أرقى الأنظمة السياسية ..!

إن مجرد الاعتراف باستحالة الهيمنة على المشهد السياسي الوطني يشير إلى الاعتراف بباقي مكونات هذا المشهد الوطني، وإمكانية فاعليه من تغيير الخريطة السياسية في المحطات الانتخابية، وإن العبرة في الخدمة والتواصل مع قضايا ومطالب المواطنين، والحرص على رفع مستوى الأداء التدبيري لتأمين ثقة الناخبين في مختلف العمليات الانتخابية المتجددة التي ستحاسب فيها الأحزاب والنقابات على مستوى التزامها بالبرامج الانتخابية التي يفوز بها في الانتخابات التي أصبحت في مشهدنا الوطني معروفة في مواعيدها.

على أي، نجح رئيس الحكومة في خرجته مع التلفزيون الألماني، ونتمنى أن يحرص في ما تبقى من عمر هذه التجربة البرلمانية التي يديرها مع حلفائه في أغلبيته النسبية على ترجمة كل الأهداف التي جاءت في برنامج حزبه الانتخابي والبرنامج الحكومي مع حلفائه، وكل أحلامه التي يشترك فيها مع باقي المغاربة عن الديمقراطية والتحرر والتنمية .. وأملنا كبير في أن يشتغل على هذه الجوانب وفق الشروط التي تتحكم في واقعنا السياسي والحزبي، وأن يراهن على حسن النوايا كما يقول باعتبارها الطاقة المحركة لكل الأطراف المتدخلة في مشهدنا الحزبي والسياسي، وعلى استقلالية ومدنية حزبه الذي يخطو نحو الأفضل، سواء في إشعاعه التنظيمي أو في الصدى الطيب لسلوكات مناضليه في جميع المجالات، وأن يشجع هذا التوجه الذي يلهم كافة الفاعلين في المشهد الحزبي والسياسي، سواء أحزاب الأغلبية أو المعارضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق