للمستقلة رأي

برنامج “الصورة الكاملة” في القناة المصرية واستمرار صاحبته في تخيلاتها النقدية المريضة

50.20.31

المستقلة بريس / متابعة

سبق لنا في جريدة المستقلة بريس أن أوضحنا وجهة نظرنا اتجاه منهجية تقديم برنامج “الصورة الكاملة” الذي تقدمه ليليان داوود في قناة  ONTV المصرية الخاصة، حيث سجلنا عليها اندفاعها في تمرير مواقفها من النظام المصري الجديد، الذي يقوده الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي، سواء الإيجابية منها أو السلبية مع الامتياز لهذه الأخيرة، حيث لم تتحرر إدارة الحوار في حلقات برنامجها من النزوع نحو الاتهام المبكر والجاهز لكل القرارات والخطوات التي ينهجها النظام المصري الجديد بعد ثورة يونيو التصحيحية لثورة 25 يناير، ودون أن نخوض في مضمون خلفية منشطة البرنامج التي يتبين أنها مضادة لاختيارات النظام القائم، الذي فرض شرعيته بانتخابات رئاسية ديمقراطية حقيقية.

التخيلات النقدية المرضية لمنشطة برنامج “الصورة الكاملة” يمكن استعادة الحديث عنها مرة أخرى في حلقة هذا البرنامج ليوم 03 دجنبر الجاري، التي خصصتها للانتخابات البرلمانية، وللبرلمان الجديد وقراراته بعد انعقاده القريب بمواقفها التي مررتها حول تركيبة المجلس واختصاصاته التشريعية والرقابية، وحول موقفه من بعض القوانين، كقانون التظاهر وقانون العدالة الانتقالية، فلم تكن تدخلاتها في الحوار مع ضيوفها إلا في الاتجاه السلبي الذي يتجاوز التعريض الموضوعي من أجل إغناء النقاش إلى درجة التشدد في عرض وجهة نظرها حول القوانين المشار إليها أعلاه.

إن البرامج الحوارية كما هي في جل القنوات التلفزية في العالم اليوم تتطلب أن يكون المسؤول عن الحوار خلالها أكثر حيادية ونزاهة في التعامل مع معطيات الحوار مع الضيوف الذين يتمتعون بالحرية والاستقلالية في التعبير عن وجهات نظرهم من موضوع حلقة البرنامج، وهذا ما لم نلاحظه مع منشطة برنامج “الصورة الكاملة” التي تجلى في ردودها الانحياز إلى ما يتعارض ومفهوم البرنامج الحواري الديمقراطي الذي تتدخل فيه كطرف معني ومنحاز.

أملنا في المستقلة بريس، أن تغير صاحبة البرنامج منهجيتها في إدارة الحوار، وإن كانت منحازة لرأي إيديولوجي معين، فعليها أن تستضيف من يمثله في البرنامج وتكتفي بتنشيط الحوار، دون أن تفرض وجهة نظرها، وأن تراهن على مصداقية الحوار وشرعية الاختلاف بين المشاركين فيه ليس لصالحها، بل لصالح المجتمع الذي يترقب أكثر الآراء قوة في الاستدلال والإقناع .. ومن المؤكد، أن صاحبة البرنامج بحكم تكوينها وخبرتها تملك المؤهلات للارتقاء بحلقات برنامجها الحواري المتميز إلى ما عليه البرامج التي تشبهه في القنوات العربية والدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق