كلمة النقابة

الذكرى السابعة عشر لتأسيس النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة

 

 

بحلول يوم 29 يناير 2016، تحل الذكرى السابعة عشر لتأسيس النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، من قبل ثلة من الصحافيين الشرفاء الذين خلقوا منعطفا حاسما في مسلسل النضال الصحافي، والذين منهم من غادر النقابة لأمر ما .. ومن توفى إلى رحمة اللـه .. ومن ينتظر، ولا زال مستمرا في نضاله داخل صفوف هذا التنظيم النقابي المستقل الذي جرى تأسيسه بالمغرب نهاية التسعينات من القرن الماضي، تحت شعار: “استقلالية الصحافة حماية لحرية التعبير” والذي كان قد لقي استجابة واسعة واستحسانا كبيرا من لدن كل مكونات الحقل الصحافي والإعلامي الوطني في تلك الحقبة من الزمن التي كانت فيها الساحة في حاجة إلى من يسد الفراغ الهائل، وللإشارة، فقد حضر المؤتمر التأسيسي جمهور غفير، يزيد عدده عن 400 شخص، بحيث كان الحضور متنوعا .. فنانون ..مثقفون .. حقوقيون وبعض الإعلاميين الأجانب من دول شقيقة وأخرى صديقة، المعتمدين ببلادنا، إضافة إلى 140 صحافيا من مختلف المنابر الصحفية من داخل الوطن، وقد خرجت اللجنة التحضيرية بلائحة لأعضاء الأمانة العامة، تم انتخابهم والمصادقة عليهم بالإجماع من طرف الحضور .. ومنذ تأسيسها، أخذت النقابة على عاتقها خدمة الصالح العام، بحيث إلى جانب النضال النقابي المتعارف عليه، لم تدخر النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، جهدا في التوعية والتحسيس بالقضايا الشائكة بالبلاد، من خلال تنظيمها لمهرجانات خطابية، وموائد مستديرة وندوات فكرية مفتوحة، تختلف مواضيعها اختلاف المناسبات والمواقف التي عرفها المغرب، وذلك تنويرا وتثقيفا للرأي العام الوطني، ونشر روح الإخاء وتكريس المواطنة الحقة، فضلا عن تكريم العديد من الوجوه البارزة في جميع المجالات منها، الفنية .. السياسية .. الاقتصادية والإعلامية.

ومنذ 11 شوال 1419، الموافق ل. 29 يناير 1999، لم يتوقف عطاء النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، بحيث ظلت حاضرة ممانعة رغم كل الأزمات التي اخترقتها، والعراقيل التي صنعت خصيصا للنيل من قدرة وعزيمة أعضاء أمانتها العامة .. وبكل فخر إذ نخلد اليوم الذكرى السابعة عشر لتأسيسها، فإننا نقلب صفحات تاريخ مليء بذكريات خالدة صيغت بعزة وإباء، مما يجعلنا نقف أمام مسؤولية جسيمة، واستحضار التجربة النقابية الغنية والعميقة والخاصية التي تحظى بالتقدير والاحترام، بحيث أنها منذ اللحظات الأولى لتأسيسها، التصقت بالنقابة العديد من الخصائص المميزة، كحملها لهموم خدام مهنة المتاعب والاطلاع على قضاياهم المهنية، والعمل على تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، وإعلانها الانحياز إلى جانبهم، والذود عن حقوقهم، وقيادة نضالهم لمستقبل أفضل، دون أن يفوتها العمل على فرض احترام أخلاقيات المهنة، وبهذا تكون النقابة قد أضافت شيئا جديدا، إلى تاريخها النضالي الطويل، ودفاعها المستميت والمسؤول، باعتبارها نقابة إعلامية نشيطة قدمت عملا متميزا، وبذلت جهدا كبيرا من أجل الوصول إلى الأهداف التي رسمتها، معتمدة على وسائلها الذاتية، مما أتاح لها الإقدام على الانفتاح على محيطها الواسع .. وبعدما دقت آخر مسمار في نعش الذين لا يحلو لهم إلا الاصطياد في الماء العكر، استمرت في العمل التنظيمي الذي تجلى في تأسيس عدة فروع جهوية وإقليمية في عدة مناطق من المملكة، وأتاحت العضوية لكافة الصحافيين والإعلاميين المغاربة، الذين آثروا الانضمام إلى صفوفها كيفما كانت قناعاتهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية، شريطة أن يلتزم الجميع بالالتفاف حول قيم وأبعاد النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، المسطرة في قانونها الأساسي، ونظامها الداخلي.

الجدير بالذكر، أن الأعضاء المؤسسون للنقابة، والذين انضموا إلى هذه الحركة المجيدة، القائمة على الوضوح وعلى الاستقلالية، وضعوا نصب أعينهم المصلحة العامة للوطن كما مصلحة المهنيين، قصد تطوير الحقل الصحفي والإعلامي بكل مكوناته .. وطبعا، ساهمت مجهوداتهم الجبارة في وضع القطار على السكة في الاتجاه الصحيح، وقد كانت ولا زالت قناعة المنضوين تحت لواء النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، تجبرهم على خوض المعارك الضارية من أجل إثبات الوجود، في غياب أي دعم مادي أو معنوي من الجهات الرسمية.

المتتبع لقضايا الصحافة والإعلام بالساحة الوطنية، يلاحظ عن قرب، أننا سائرون في درب النضال، رافعين الرأس عاليا، والقلم ضد كل الذين يضايقهم تواجد جنود الإعلام المستقل بالحقل الصحفي والإعلامي الوطني، الذي لطالما اعتبره الآخرون حكرا على فئة معينة من الصحافيين المقربين والمدللين .. ولا ينكر إلا جاحد أو جاهل هذا النصر الذي تتوج به مسيرة النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة يوما عن يوم.

وعلى هامش تخليد الذكرى السابعة عشر لتأسيس النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة الخالدة، التي أصبحت حائط صد يستعصى تجاوزه، ولم يعد أمامها أي مانع من مجابهة أعداء التعددية، فإننا في الأمانة العامة للنقابة نعاهد مناضلينا أننا سنظل صامدين وعلى مبادئنا وقيمنا محافظين، أوفياء لوعودنا وبرامجنا ملتزمين بما سطر في القانون الأساسي للنقابة، وسنكون دائما حريصين على خدمة الصالح العام وتلبية ما يطمح إليه المناضلون المخلصون المنتمون لنقابتنا، كما أخذنا ذلك على عاتقنا ومسؤوليتنا منذ تأسيس هذه النقابة، ونعلن أننا سنظل واقفين وقفة رجل واحد .. صامدين للذود عن الوحدة الترابية وتحرير ما تبقى من أجزاء الوطن المغتصبة في ظل العهد الجديد الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس حفظه اللـه .. متمسكين بالاستقلالية التي كانت موضوع مؤتمرنا التأسيسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق