أحزاب و نقاباتأخبار

متى تتوقفون عن هذا النضال النقابي المخدوم يا زعماء مركزياتنا النقابية ..؟

3279

عوض أن يلجأ مسؤولو مركزياتنا النقابية إلى تصحيح الأخطاء المرتكبة في حق الطبقة العاملة، ويسارعوا إلى نقد الذات والإعلان الصريح عن مهزلة المواقف التي اتخذوها لتمرير مشروع قانون التقاعد في مجلس المستشارين، أعلن هؤلاء في شخص الكونفدرالية عن موقفهم الرافض لما يخطط للنظام التعليمي العمومي عبر التوصية التي أقرها المجلس الأعلى للتعليم لإلغاء المجانية في التعليم العمومي في أسلاك التعليم الثانوي والعالي إلى الدرجة التي اعتبروا فيها أن المجانية في ممارسة الحق في التعليم خطا أحمرا، وملوحين بمقاومة أي إجراء حكومي في هذا المجال والتصعيد الاجتماعي إن اقتضى الحال.

نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نعرف حجم التحديات والإكراهات التي تواجهونها في طرح وجهات نظركم يا قيادات مركزياتنا في الحوار الاجتماعي، سواء مع الحكومة أو مع أرباب العمل في القطاع الخاص، ومنضمون إلى نبل ضمائركم وقوة وعيكم بمطالب العمال والموظفين وصغار التجار وغيرهم من الطبقات الشعبية، لكن سلوكاتكم في الكثير من الأحيان التي تكون مضادة للمواقف النقابية الطبيعية إلى الدرجة التي تجعلكم مجندين مع الباطرونا في القطاع العام والخاص ضد العمال والموظفين وتكون العمالة والتواطؤ واضحة في المواقف التي تتخذونها.

إن مواقعكم على رأس الأجهزة المسيرة في مركزياتنا النقابية، تقتضي منكم الإنصات إلى نبض القواعد وترجمة تطلعاتها والالتزام بملفاتها المطلبية، وعدم التنازل عن مصالحها، كما حدث مؤخرا في ملف التقاعد الذي ساهمتم في تمريره بغرفة المستشارين بالتصويت المخدوم الذي كشف عن الفجوة العميقة بينكم وبين قواعد مركزياتكم التي اتضح لها زيف الخطاب والانتهازية في الموقف المعبر عنه في هذا الملف الاجتماعي، الذي نجحت الحكومة في تمرير قانونه بمجلس المستشارين الذي لا تتوفر فيه على الأغلبية التي تسمح لها بذلك.

إن شروط الواقع الذي أصبحت عليه الطبقة العاملة لم يعد تسمح للمركزيات الوقوع في مثل هذه الأخطاء القاتلة التي تؤثر على ثقة الأجراء في مصداقية العمل النقابي وأهدافه النبيلة .. فماذا ياترى يمكن لقيادات مركزياتنا القيام به لتجاوز سوء التعاطي مع مطالب الطبقة العاملة التي لا يزال تأجيل الاستجابة إلى معظمها معلقا إلى إشعار آخر، نتيجة نجاح الباطرونا في إفشال النضالات العمالية بواسطة هذه المواقف النضالية المخدومة التي تلجأ إليها هذه القيادات التي توجد على رأس الأجهزة المسيرة للمركزيات النقابية.

الثابت إذن، من خلال الممارسة النقابية والوعي بتاريخها ومرجعياتها يتبين أن مركزياتنا النقابية لم تتعلم من دروس تاريخ نضالاتها، وأن قياداتها لا زالت مصرة على الوقوع في الأخطاء الإدارية التي يجب العدول عنها إن كان لهذه القيادات الوعي والالتزام والإيمان بما تتطلبه المسؤولية في اتخاذ القرار في هذه المركزيات النقابية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق