أخبارمنبر حر

حكاية شيات .. !

*فيصل زقاد

صحZAGADيح، أن الطموح ليس عيبا كما قال جمال ولد عباس، مخاطبا غريمه أويحي .. و صحيح أيضا أن الولاء للرئيس ليس بعيب لو كان في محله و في وقته .

لكن، الولاء الذي يكون بالمناصحة و قول الحقيقة و ليس بالشيتة و الكذب على الرئيس، الولاء الذي يظهر الوفاء للرئيس و وطن الرئيس و ليس الوفاء الذي يبطن خداع و خيانة الرئيس وعهد الشهداء .

هل يعلم ولد عباس أن لا أحد من الأمناء العامين الذين توالوا على تسير جبهة الحرير الوطني، استطاع أن يحطم أركان هذا الحزب العتيد كما فعل “أول طبيب في الجزائر” في وقت وجيز، حتى سعداني الذي قيل عنه الكثير .. و وصف بأبشع النعوت لم يحصل له شرف تخريب البيت من الأساس.

سي جمال جاء لحزب بن مهيدي و كأنه يخفي وراءه حقد دفين و غل ما بعده غل لهذا الحزب، فراح في بداية مهمته بالترويج للعهدة الخامسة بطريقة مهينة حتى لرئيس الحزب نفسه، لدرجة أن محيط الرئيس أمره أن يخرس و لا يكرر هذا الكلام نهائيا .

و قبل ذلك، وعد وزير التضامن السابق الجزائريين أنهم سيشاهدون رئيسهم واقفا على رجليه بعد أشهر قليلة، فلم يقف لا الرئيس (شفاه الله) و لا الجزائر وقفت، فوضع شهادة الدكتوراه على المحك، و أصبح البعض يشكك فيها كما شككوا في شهادة المحكومين عليهم بالإعدام التي صدع بها رؤوسنا.

رفيق الشهداء شوه سمعة حزبه و (طلالو) بقضية بيع رؤوس القوائم المشبوهة، و التي تورط فيها حتى أحد أبناءه الذي هرب إلى خارج البلاد، فكان عقابه من طرف مريديه بعدم التصويت على أصحاب الشكارة، فتراجع عدد المقاعد في البرلمان، و كانت ضربة موجعة له .

غيرة الدكتور المشكوك في أمره من رجل المهام القذرة، جعلته ينطق من جنباته، فنعته “بالطماع”، لأنه يرى أن الطموح في كرسي الرئاسة في حضرة الرئيس يصبح طمعا، و الطمع يفسد الطبع كما قال.

و لسنا ندري لماذا قال”بابا نوال” أن الطموح لا يجب أن يكون طمعا، رغم أنه هو نفسه لم يحلم بأن يسير خلية في قسمة الأفلان “في دوارو” كما قال عنه الصحفي المخضرم سعد بوعقبة، فإذا به يسير أكبر حزب في تاريخ الجزائر على الإطلاق.

لكن، و رغم كل ما قاله عن مدير ديوان الرئيس، فقد تجاهله الرجل و لم يرد عليه، بل بعث له برسالة قوية، مفادها أنه لا يساوي شيئا يذكر، و أنه فقط “خضرة فوق طعام”، و أن الرئيس لو أراد استشارة أحد من محيطه، فليتأكد بأنه آخر من يستشيره، لأن الرئيس و محيطه أصبح يتحسس كثيرا من أصحاب الشيتة و المتزلفين، الذين جلبوا له الوبال و الخزي، و الدليل على ذلك هو استقبال سلال لمقري و غول و أويحي و بن يونس، ليكون خامس مسؤول حزبي يستقبله الوزير الأول، و لم يبق إلا موسى تواتي’ ليستقبله قبل “سي جمال” لولا سحب المقعد الوحيد الذي حازه .. تلكم هي حكاية شيات في زمن الرداءة و البؤس و الهوان .. !

*مدون وناشط حقوقي جزائري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق