أخبارمنبر حر

همس نهاية الأسبوع ..!

SSAA

ذ. عبد اللـه عزوزي

لَعلَّه همسٌ يتزامن مع عودة المغاربة الاضطرارية بستين دقيقة كاملة إلى الوراء في زمنهم اليومي، في عرف سنوي يتسبب سنويا في كثيرٍ من اللغط و الجدل على مدى ستة أشهر تقريبا، قبل أن يعود و يحتد من جديد عند حلول الساعة الواحدة من كل يومه كذا

قرار يؤثر كثيرا في نفسية المغاربة، خاصة الأطفال المتمدرسين، و في ساعاتهم البيولوجية و يَقْلِب نظامهم الاعتيادي الذي يبنونهه على مدى الستة الأشهر الأخرى رأسا على عقب، و رغم ذلك، فالأمر يُتَّخذُ بجرة قلم — دون استفتاء أو أدنى مشورة– من طرف وزارة احتكرت أوقات كافة المغاربة، حتى أولائك الذين لا ينتظرون أجرة نهاية الشهر أو المُطالَبون بملء استمارة الترشح للترقية، وزارة الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة.

و أتساءل هنا كغيري عن تلك العلاقة التي قد لا أُدركها بين اللعب بعقارب ساعات المغاربة و إشغالهم بزمن غير الزمن الحقيقي الذي يجب أن ينشغلوا به، و بين الوظيفة العمومية و سياسة “تحديث الإدارة” ..؟

وإذا كانت القرارات المتخذة في هذا الشأن قد أوهَمَتْنا بأن التقدم إلى الأمام و ضبط الإيقاع (الاقتصادي) الوطني على وقْع نبْض الاقتصاديات الأوربية المتطورة لا يحتاج لأكثر من بضعة ثواني، فإن الفجوة الزمنية و الديموقراطية و الحضارية بيننا و بين تلك الدول تقدر بعشرات السنين؛ و لعل هذا ما أوردته الدراسة التي كُشفَ عنها مؤخرا بكون مغرب 2017 يعيش ظروف فرنسا إبان سنوات الخمسينات ) 1950) ..!

و على شاكلة ما قاله أحد الشعراء بكون الحياة لا تأتي بالتمني، فإننا نقول للحكومة الموقرة و لوزارة “الوقت و التوقيت” بأن التطور لا تصنعه لعبة تقديم و تأخير العقارب أو الأرقام، و إنما يأتي ذلك عبر نفس عميق يولي أهمية كبرى للحرص على الزمن السياسي و صيانته من العبث، ما دام هو صلب أي إصلاح يأتي بتقوية الاقتصاد و تخليق الإدارة و تحديث المرفق العمومي، بل هو مُقَدَّمٌ حتى على سيمفونية صيانة “الزمن المدرسي” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق