في إطار أداء واجبها المتمثل في مراقبتها لما يجري من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، دقت التنسيقية الجهوية للمركز المغربي لحقوق الإنسان، في شخص السيدين: حسن الشهلاوي ومحمد الذهبي ناقوس الخطر من خلال الرسالة التي رفعتها إلى السيد المدير الجهوي للصحة ببني ملال -توصلت المستقلة بريس بنسخة منها-، جاء فيها ما يلي: يؤسفنا السيد المدير الجهوي للصحة المحترم، أن نحيطكم علما، بملابسة هذا الحادث الخطير، حسب ما جاء في نص طلبي المؤازرة اللذين تقدما بهما كل من أخ زوج المرأة الحامل التي حرمت من الإسعافات الضرورية، و كذا سائق سيارة الإسعاف  التابعة للجماعة الترابية لاحدبوموسى، التي نقلت الضحية على متنها، اللذين جاء على لسانهما ما يلي :

إنه بتاريخ الثلاثاء 06 فبراير 2018، حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، اتصل السيد (…) ، بصفته أخ زوج السيدة المسماة (…)، التي كانت حامل في شهرها الأخير، بالسيد (…) بصفته سائق سيارة الإسعاف التابعة لجماعة أحدبوموسى، قصد نقل المعنية بالأمر إلى دار الولادة بمستشفى القرب بسوق السبت لوضع مولودها .

وفي طريقهم إلى المستشفى المذكور عبر جماعة دار ولد زيدوح، اشتد المخاض على السيدة الحامل، مما اضطرهم إلى التوجه بها، إلى أقرب دار للولادة .. وفعلا، توجهوا إلى دار الولادة الموجودة بنفوذ الجماعة الترابية لدار ولد زيدوح، لكن المخاض لم يمهل المرأة بحيث وضعت مولودها الأنثى وهي داخل سيارة الإسعاف أمام دار الولادة المشار إليها.

حين ذلك، طلب سائق سيارة الإسعاف، من الحارس الليلي بهذه الدار، الاتصال بالمولدة التي لم تكن آنذاك حاضرة باليناية، من أجل الحضور لتقديم المساعدة الطبية الأولية الضرورية، حفاظا على سلامة الأم ومولودها.

إلا أن الحارس عاد ليخبرهم أن المولدة المسماة (…) أخبرته عبر اتصال هاتفي. أنها ترفض الخروج لتقديم الإسعافات الضرورية، للمرأة ومولودها .. مبررة رفضها، بكون السيدة الحامل، تم توجيهها من دار الولادة التابعة لجماعة احدبوموسى إلى المركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال .. وأمام هذا الوضع الغير الطبيعي، توجه سائق سيارة الإسعاف رفقة زوج الضحية إلى مقر المركز الترابي للدرك الملكي بدار ولد زيدوح طلبا للمساعدة، وبعد استقبالهم من طرف بعض عناصر الدرك الملكي الذين أحيطوا علما، بملابسات هذه الكارثة، قام الدركي المداوم باتصال هاتفي بالمولدة المعنية بالأمر، حيث قدمت له مرة أخرى نفس المبرر السابق الذي منعها من تقديم المساعدة للمرأة ومولودها .

و حرصا على سلامة السيدة و مولودها، و بعد أن فشل الدركي المداوم في إقناع المولدة التي أصرت على عدم الخروج لتقديم المساعدة، أعاد الدركي الاتصال بإحدى المولدات بدار الولادة بجماعة احدبوموسى وأخبرها بالموضوع، فقبلت هذه الاخيرة تقديم المساعدة للمرأة ومولودها ليخبرهم الدركي بعد ذلك، بالرجوع إلى دار الولادة باحدبوموسى .

وبعد عودتهم إلى دار الولادة باحدبوموسى، تم استقبال السيدة وجنينها من طرف إحدى المولدات التي قدمت لهما الإسعافات الأولية الضرورية، وبعدها رافقتهم عبر سيارة الإسعاف إلى المركز ألاستشفائي الجهوي ببني ملال .

و بناء على ما سلف ذكره، فإننا نلتمس منكم السيد المدير الجهوي المحترم إجراء تحقيق عاجل في هذه النازلة الخطيرة، تحت إشرافكم المباشر طبعا، مع ترتيب الجزاءات الإدارية والقانونية في حالة ثبوت أي تقصير في أداء الواجب المهني من طرف المولدة السالفة الذكر.