أخبارمتفرقاتمجتمع

هجرة أطفال منطقة بوشاون نحو المدن ظاهرة مقلقة تتطلب حلولاً عاجلة

مراسلة – ميمون بوركبة

تُعتبر منطقة بوشاون، الواقعة في الجنوب الشرقي للمغرب، التابعة لدائرة تالسينت إقليم فجيج، من المناطق المهمشة التي تعاني من الفقر المدقع والتهميش وغياب المدارس .. هذا الواقع وللأسف الشديد يدفع العديد من الأطفال إلى الهجرة نحو المدن كتاوريرت وجرسيف بحثًا عن فرص عمل، حتى لو كانت قاسية وخطيرة

على غرار ما سبق، يُجبر أطفال منطقة بوشاون، بدافع الفقر وغياب التعليم، على رعي الأغنام عند الناس في تاوريرت وجرسيف مقابل ثمن بخس .. يواجه هؤلاء الأطفال ظروفًا صعبة للغاية، حيث يتعرضون للاستغلال من قبل مشغليهم، ويعانون من نقص الغذاء والمأوى، ويفتقرون إلى الرعاية الصحية والتعليم

تُشير المعلومات التي تم جمعها في هذا الصدد إلى أن العديد من أطفال بوشاون يلقون حتفهم في ظروف مأساوية .. ففي عام 2021، قُتل الطفل الميلود على يد مشغله، بينما مات الطفل بوعمامة غرقًا في نهر ملوية مساء البارحة .. وتُشير شهادات أهالي المنطقة إلى وجود العديد من الحالات المماثلة دون أن يحرك أحدا ساكنا لحماية الطفولة

إن هجرة أطفال بوشاون إلى تاوريرت وجرسيف ظاهرة خطيرة تُنذر بمستقبل غامض لهذه المنطقة .. فغياب التعليم والفرص الاقتصادية يدفع الأطفال إلى مغادرة قراهم والبحث عن عمل في ظروف قاسية تُعرض حياتهم للخطر، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا من قبل الجهات المسؤولة لوضع حلول تُعالج جذور المشكلة، ونذكر على سبيل الذكر وليس الحصر بعض الحلول التي من شأنها إيقاف نزيف الطفولة المغتصبة في هذه المنطقة

أولا يجب محاربة الفقر باعتباره سببا رئيسيا في هجرة الأطفال إلى المدن .. محاربته تكمن في توفير فرص عمل للآباء وتحسين ظروفهم المعيشية، مما يُقلّل من الحاجة إلى هجرة الأطفال، بالإضافة إلى بناء المدارس وتوفير التعليم لضمان حصول جميع الأطفال على حقهم في التمدرس، وخلق جيل مُتعلم قادر على المساهمة في تنمية المنطقة، ثم فإن على جمعيات المجتمع المدني وكل الفيئات القيام بتوعية الأهالي بمخاطر هجرة الأطفال من خلال حملات التوعية التي تُسلط الضوء على مخاطر هجرة الأطفال واستغلالهم

في الأخير، إن هجرة أطفال بوشاون إلى تاوريرت وجرسيف ظاهرة مُقلقة تتطلب تدخلًا عاجلًا من قبل جميع الجهات المعنية .. فمستقبل هذه المنطقة يعتمد على ضمان حياة كريمة لأطفالها وحصولهم على التعليم والرعاية الصحية

 فـإلى متى سيبقى الحال على حاله ..؟! وكم من طفل يجب أن يفقد حتى تتخذ إجراءات صارمة لحماية الطفولة من الهلاك ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق