أخبارالدين و الناس

الصراع السني-الشيعي بين الحتمية السياسية وغياب الصراع العقائدي

الصورة من الأرشيف

 

في نهاية المطاف، سيتساءل السنة والشيعة هل الصراع بينهما عقائدي فعلا أم هو صراع سياسي بامتياز، أم ربما يدخل في إطار تآمري يهدف لخيانة بعض القيادات من الطرفين ..؟

كل طرف متشبث برأيه ومعتقد أنه على صواب، مع احتمال خطأ الآخر .. لكن، لا يمكن القبول بقتل أو تعذيب أو إراقة دماء بسبب معتقد أو رأي، فالإسلام وجميع الديانات السماوية تحرم ذلك

الصراع الواقع ليس عقائديا بقدر ما هو صراع سياسي واستراتيجي للهيمنة على السلطة والنفوذ، منذ استشهاد الإمام علي بن أبي طالب وابنه الحسين رضي الله عنهما

فإن إحياء هذه الخلافات لفترة الماضي يجب أن يكون فقط للاستفادة التاريخية وليس للتأجيج .. لو أُعيد علي والحسين إلى الحياة الآن، لبرآ من كلا الطرفين المتصارعين، ولا يوجد مبرر ديني أو منطقي أو حقوقي لتحميل أجيال اليوم أخطاء أجيال مضت، سواء كانت على صواب أو خطأ

عملياً، هناك تجييش متعمد لطرفي الصراع السني-الشيعي، وخلق صراعات مذهبية وعرقية أخرى باستخدام عملاء داخليين ومرتزقة خارجيين بتوجيه من قوى عظمى تتحكم في العلاقات الدولية، بهدف تصريف أسلحتها مقابل مصالح مالية، وابتزاز أنظمة على شفا الانهيار، واستبدالها بحكومات هشة لا تمثل الإرادة الشعبية، لتسهيل التحكم في هذه المناطق

إن فهم هذه الحقيقة يدعو إلى تجاوز الانقسامات الطائفية، وتركيز الجهود على الوحدة الوطنية والاجتماعية، ورفض استغلال الدين والسياسة لتقسيم الشعوب، لأن السلام الحقيقي يأتي من توحيد الصفوف ضد المصالح الخارجية التي تستثمر في خلافاتنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق