للمستقلة رأي

هل هم منشطو برامج حوارية أم زعماء تيارات سياسية مجتمعية ..؟!

 ONTV

AISSALILYAN

يسجل المتابع لبرامج قناة  ONTV  في مصر الخروج الإعلامي الغير الطبيعي لبعض منشطي البرامج الحوارية في القناة، كصاحبة برنامج “الصورة الكاملة” الإعلامية ليليان داوود وبرنامج “30 / 25” للصحفي إبراهيم عيسى، على إثر محاولاتهما المتواصلة لفرض وجهات نظرهما على الجمهور والمجتمع، دون أن يعرفا أنهما مجرد منشطين لبرامج تلفزيونية فقط، وأنهما ليسا زعماء لتيارات مجتمعية، ينظران تحليلاتهما الشخصية التي يحاولان تمريرها كمواقف نهائية وأوامر للجهات التي تتوجه إليها هذه القناعات الخاصة جدا.

بكل وضوح، لا أحد يصادر حق المنشط للحلقة الحوارية، لكن، أن يسمح لنفسه هذا المنشط بتمرير وجهة نظره الشخصية كتعبير عن وجهة نظر مجتمع أو تيار مجتمعي، فهذا غير مقبول .. وإذا ما وصل المنشط لهذه الدرجة، فيمكن أن يحتضر البرنامج ويتحول إلى برنامج دعائي لصاحبه ولوجهة نظره التي تكون في غالب الأحيان محصلة تفكير يخصه ولا يمكن بالضرورة أن يكون معبرا عن قناعة متتبعي برنامجه والآراء التي يناقشها، وفي هذا الإطار، يمكن مساءلة المنشطين عن هذا التجاوز في الخطاب والتحليل في حلقات برنامجيهما .. هل من حقهما أن يجتهدا  في توجيه النقاش حول قناعاتهما الشخصية التي لن تكون في نهاية المطاف معبرة عن رأي السواد الأعظم المتابع لهذه البرامج الحوارية ..؟ وليت الأمر يتوقف عند هذه الخرجات في التعبير عن الرأي الشخصي، فقد يصل إلى تمرير الموقف المعارض الذي لا يليق بالموقع الذي يصدر منه، وهذا ما يعني أن المنشط يظل متقمصا لهذه الصفة المحرضة للنقاش وللاجتهاد حول موضوعه فقط، والحرص على الحياد في توجيه النقاش حتى تتحقق الأهداف من هذا النقاش المفتوح في البرنامج وتتمكن كل الآراء من التعبير عن نفسها.

هكذا بدأت عناصر القوة في وجهات نظر منشطي برنامجي “الصورة الكاملة” و “30 / 25” إلى الدرجة التي تحولا فيها إلى رأي عام يتجاوزهما كأفراد، وهذا ما لا يجب أن يكون، خصوصا بالنسبة للصحفي المشاغب إبراهيم عيسى .. فهل ياترى سنرى تصحيحا لهذه الأخطاء المسجلة على البرنامجين ..؟ وهل سيكتشف صاحبا البرنامجين أنهما تجاوزا مساحة التدخل التنشيطي المسموح بها والمتعارف عليها في البرامج السياسية الحوارية ..؟

ما نخلص إليه في هذه المتابعة لهذه البرامج في قناة   ONTV  هو أن نجاح البرنامج الحواري يكون من خلال ما يسمح به للمشاركين الضيوف، بدل هيمنة المنشط على موضوع الحوار وإفراغه من أن يكون معبرا عن النقد والاختلاف والرأي الآخر، والأمل في أن يتلمس المنشطان في برنامجيهما المشار إليهما أعلاه حقيقة هذه الملاحظات المسجلة عليهما والعمل على تجاوزها في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق