
النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة تسعى إلى تمكين مناضلاتها و مناضليها من أداء دورهم بمهنية واستقلالية (3)
لعل الحوار المفتوح يسمح بإغناء هذا المجال، ويتيح إمكانية ترجمة الأهداف التي رسمتها النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، على المستوى المرحلي، أو على المدى البعيد، انسجاما مع المبادئ التي توجه هذه الأهداف المتعلقة بالجانب الحقوقي أو المهني، أو المرتبطة بتفاعل النقابة مع محيطها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي وكذا الإعلامي، أو التي تهم دورها المدني في الدفاع عن ما يربطها بالمجتمع، سواء في الإخبار أو المساءلة أو التنوير، وفق طبيعتها المدنية الديمقراطية المواطنة
من الخلاصات في هذا الحوار أيضا، تلمس المحاورين لطبيعة النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة كفضاء مفتوح، متنور ومتطور، سواء في تمكين الصحافيين والإعلاميين الإعلاميين، والمراسلين والمصورين الصحافيين من استمرار تكوينهم، وتحسين ممارستهم إنتاجا وتسويقا، على ضوء التحولات المتجددة وطنيا وعالميا، فيما يمكن الفاعلين من رفع مستوى أدائهم المهني
من المفارقات في الحوار كذلك، الوقوف عند تصور النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة لأخلاقيات المهنة، والشروط السيوسواقتصادية، والسياسية الملائمة لها، التي تحدد طبيعة حقوق الفاعلين، والواجبات المفروضة عليهم، ضمن طبيعة المشهد الوطني، في كل جوانبه، السياسية .. القانونية .. الاجتماعية والثقافية، وما هي القنوات المعنية بالحسم في التجاوزات والخلافات، التي يعيشها الفاعلون في الممارسة اليومية، حسب الأهداف التي تصون الحقوق، وتشرعن وجودها، وطبيعة الجهة المجتمعية الدستورية، التي تعنى بالحسم في كل القضايا، التي تطرحها الممارسة الإعلامية، وانسجاما مع طبيعة الموقع الثقافي المدني والديمقراطي، الذي لا يساوم على مصالح وحقوق الفاعلين في كل المهن الإعلامية
للإشارة، فقد سمح الحوار أيضا، بتعرية نموذج العمل النقابي، الذي تسعى النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، إلى تكريسه في المشهد الإعلامي المتخلف في طبيعته عن باقي أنماط العمل النقابي في القطاعات الإنتاجية والخدماتية الأخرى، حين لاحظ المحاورون صحة قواعد العمل النقابي، التي تنادي بها النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، سواء داخل أجهزتها أو في المقاولات الإعلامية، وفق المنظور الذي يؤسس للفعالية والالتزام في ممارسة المهام لصالح المحسوبين على النقابة، أو خارجها، والذي لا يقبل بالانتهازية في ممارسة المسؤولية النقابية
طبعا، الحوار لا يزال مفتوحا في كل الاتجاهات، وحول كل جوانب النموذج النقابي، الذي تشتغل عليه النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في أفق أن تكون فعلا البديل، القادر على الاستجابة لتطلعات الإعلاميين على جميع المستويات، على غرار ما يتمتع به الإعلاميون في التجارب الناضجة خارج الوطن، ومجرد تكريس الحوار في تجربة النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، سيسمح بالقول والفعل المؤدي إلى دينامكية العمل النقابي من جهة، وإلى تحقيق الأهداف المتوخاة منه، إن على الصعيد الفردي، أو الجماعي من جهة ثانية، هذه الدينامكية الجدلية التي تؤدي إلى التراكم والتطور، الذي لا اعتراف به في نماذج العمل النقابي المتداول، سواء في قطاع الإعلام أو في غيره، الذي لم يتحرر بعد من الأمراض التي تعوق تقدمه وتطوره، وتوسع قواعده وإشعاعه المجتمعي
ما ينبغي الوقوف عنده حول هذه الحوارات عن النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، هو أن هذه الأخيرة، لازالت تمثل مشروع البديل النقابي، الذي يتطلع إليه عموم الفاعلين، في كل المهن الإعلامية، لما سمحت به مضامين الأوراق التي قدمتها لإغناء النقاش، حول الهم النقابي، وحول إشكاليات الواقع الإعلامي، والبرامج والمشاريع، التي تقترحها، للنهوض بالواقع المادي والمعنوي للفاعلين في الإعلام، وهذه هي وجهة النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة الأساسية، التي تتبناها، وتريد أن يساهم فيها كل أعضائها وأنصارها والمتعاونين معها، في أفق تحقيق الأهداف التي تناضل من أجلها
النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لن تغلق الأبواب، حول هذه الحوارات، التي لاشك أنها ستساهم في إغناء الوعي الفردي والجماعي لدى المحسوبين عليها، ومن المؤكد، أن هناك قناعة واضحة لدى الجميع في السير على هذا النهج التحاوري التشاركي، حتى تظل النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، حية في سلوكياتها ومواقفها، مهما كانت طبيعة هذه الحوارات من حيث الحدة والقوة والنضج