أخبارمتفرقات

“الماتش مبيوع يا الخاوة ..!”

*فيصل زقاد

لماFAYSALذا أصبحت السلطة تراهن كثيرا -على غير عادتها- على مشاركة المواطنين في الانتخابات التشريعية، رغم أن النتائج معروفة مسبقا، بشهادة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي أكد لمناوئيه أن الأفلان سيحكم 100 سنة، و سيحصد معظم المقاعد في البرلمان، و أن رئيس حزبه سيترشح لعهدة خامسة و سادسة و أبدية .

المسؤول الأول لحزب الإدارة (الأرندي) هو الآخر يقول أن العزوف سيخدم
أحزاب السلطة أكثر من غيرها، و مع هذا، السيد أويحي لا يترك مناسبة إلا و يحفز مريديه من الوصوليين الذين يأتي بهم، لملء القاعات، و يحثهم للذهاب بقوة لمكتب الاقتراع لاختيار البرلمانيين الذين سيمثلونهم، والذين سيتوارون عن الأنظار، لمدة خمس سنوات، مباشرة عقب إقرار النتائج الرسمية من طرف رئيس المجلس الدستوري .

السيد مدلسي، الذي يبدو أنه أعجب كثيرا بمسرحية “شاهد ماشفش حاجة ” للفنان عادل إمام، فراح يعيد هذا الدور، الذي فشل في تأديته .

و لسنا ندري، ماذا سيضيف لأصحاب القرار إن شارك الشعب الجزائري في عملية التصويت أم قاطع، مادام “الديمينو مغلوق” و دار لقمان مازالت على حالها.

ففي كل الأحوال، لن يعدو الأمر إلا أن يكون محاولة لإيهام الرأي العام الدولي، بأن السلطة ماضية في استحقاقات ديمقراطية و شفافة، رغم أن هؤلاء يعلمون جيدا بأن هذا الرأي العام الدولي عصي عليهم، و لا يمكن أن تنطلي عليه حيلهم الساذجة .

حتى رئيس حركة مجتمع السلم كان له نفس رأي حلفاء الماضي وأعداء اليوم، في نفاق سياسي مجسد بامتياز، باعتباره أنه قررالمشاركة في الحكومة المقبلة، مرددا الأغنية الشعبية التي يقول مقطع منها “الولف الصعيب و الفراق ما قدرت عنو” .

السيد مقري صرح أن الوعاء الانتخابي لحركته ثابت، حتى و لو كانت نسبة المقاطعة كبيرة، و قد يحدث المفاجئة، بتصدره للنتائج، و ربما قد يترأس الحكومة القادمة، أسوة بإخوانه الإسلاميين في المملكة المغربية (هذا في الأحلام طبعا .. ! )

و قد ختمها رئيس اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات بتصريحاته الغريبة، في إشارة واضحة على أنه مغلوب على أمره .

السيد دربال قال أنه حاول على مضض، تطبيق أقصى ما يمكن تطبيقه من القانون، إلا أنه فشل في مهمته، لوجود فراغات قانونية، سيتداركها خلال الاستحقاقات القادمة كما أضاف .

و بالمختصر المفيد، السلطة تعلم والمشاركون في الانتخابات (معارضة و موالاة) يعلمون، والمقاطعون يعلمون، و الشعب هو أول من يعلم أن هذه الاستحقاقات “خردة في خردة” كسابقاتها، و ليس لنا إلا قبول الأمر الواقع، لأن “الماتش مبوع يا الخاوة ..!

*مدون وناشط حقوقي جزائري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق