أخبارمجتمع

وضعية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم صفرو في حاجة ماسة إلى التصحيح

AL MOUBADARA

عزيز باديس

5069

لقد جاءت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كعملية تصحيحية و إستراتيجية وطنية فرضتها ظروف دولية و وطنية، و انبثقت عن إرادة ملكية من خلالها يمكن القضاء على العجز الاجتماعي. فقد أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله انطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في 18 ماي من سنة 2005، محددا أهدافها و مراميها، و مجسدا روحها و فلسفتها وآليات تنفيذها و أجرأتها في خطابه السامي في 20 غشت 2005. فقد اعتبر ترتيب المغرب ضمن المراكز المتأخرة في ترتيب برنامج الأمم المتحدة للتنمية البشرية لسنة 2005، بتموقعه في المرتبة 124 من بين 177 دولة و تصنيفه من ضمن الدول ذات تنمية بشرية متوسطة، بالمؤشر الرئيسي للأزمة الاجتماعية التي يعيشها المغرب اعتبارا لعدة مقاييس منها متوسط العمر، مستوى التعليم، مستوى الدخل الفردي وكذا كيفية توزيع الثروة .

و قد ارتبطت المبادرة بسياق دولي يرتبط أساسا بالتزام المغرب بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية من أجل القضاء على براثين الفقر و الجوع من جهة، و من جهة ثانية التزامه بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان و التعهد باحترام بنود إعلان 1948 لحقوق الإنسان، و هذا ما سعت إليه فعلا المبادرة من خلال اعتمادها على صيانة و ضمان حقوق الإنسان كأولى الأوليات .

أما بالنسبة للسياق الداخلي، فقد اعتبر تقرير الخمسينية بمثابة تنبيه إلى ما ستؤول إليه الأوضاع الاجتماعية، خصوصا في السنوات المقبلة إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة.

إن حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم صفرو لم تعبر عما كان منتظرا، فالبرامج كلها جاءت مجانبة للطموح المتجسد في القضاء على العجز الاجتماعي ما يدل على الضعف الكمي والنوعي في البرامج الاجتماعية المعتمدة .. نقص تام في احترام الأهداف المسطرة، وضعف كذلك في التجسيد الفعلي والعملي لمنطق الحكامة في أدوار الأطراف المشكلة لها، والطرف الأساسي في ذلك، القسم الإقليمي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي أصبح اليوم محط انتقادات واسعة فرئيس المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قد قام بحرمان نساء العالم القروي من تسلم آليات الاشتغال التي منحت لهن من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ سنة ونصف، ولازلن نساء تعاونية تظفي لدوار احناجن يطالبن بحقهن، لكن السيد المسؤول على قسم المبادرة مصصم على حرمانهن نهائيا، وحسب تصريح رئيسة التعاونية، فإن قسم المبادرة طالبها بإرجاع الآليات والسبب غير معروف لحد الآن .

أمام هذا “البلوكاج” الخطير نطالب عامل اقليم مصفرو أن يتدخل لحل هذا المشكل الذي سيصبح لا محالة وصمة عار، وهذا الحدث يدخل في إطار حرمان نساء العالم القروي اللواتي يعشن بدوار مهمش ومقصي من حقهن في الاستفادة من آليات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمتواجدة بمقر التعاونية دون القيام بتسليمها .. انها فضيحة من العيار الثقيل، كيف يمكن لعامل الإقليم الاحتفال يوم 15 ماي 2017 بذكرى انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وهو يعلم أن نساء العالم القروي بدوار احناجن محرومات من الاشتغال باليات الزربية والنسيج ..؟ حرام أمام الله أن يطالب المسؤول رئيسة التعاونية بإرجاع الآليات لقسم المبادرة الوطنية لا ندري أي عقلية يفكر بها المسؤولون على المشروع الملكي،

نتمنى تدخل عامل الإقليم لإصلاح ذات البين .. كما نؤكد للرأي العام المحلي والجهوي والوطني أن يعلموا أن ما يسمى بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم صفرو تسير بعقلية لا تؤمن بالمبادئ السامية التي أرساها جلالة الملك محمد السادس نصره الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق