أحزاب و نقاباتأخبار

البرلمان المغربي والصورة التي يجب أن يكون عليها ..!

MALKI

من حق رئيس مجلس النواب، السيد لحبيب المالكي، أن يقول ما يشاء عن المجهودات المبذولة لتحسين صورة البرلمان أمام الرأي العام الوطني، ما دام واقع هذه المؤسسة قد أصبح موضوعا للسخرية والنقد، سواء اتجاه منهجية عمله أو اتجاه قراراته، حيث لا يملك الرئيس ما يمكن أن يبرر به تواضع البرلمان الحالي، الذي تتوفر له أسباب التقدم والنجاح .. لكنه، يفتقر إلى المصداقية، نتيجة افتقار أغلبيته ومعارضته إلى ما يزكيها .. وبالتالي، أصبح وجوده كعدمه في انتظار المستقبل حينما تدخله أغلبية ومعارضة تتوفر على الحد الأدنى من المؤهلات للقيام بدورها داخله، سواء في الجلسات العامة أو في اللجن أو الدورات.

أي صورة مشرقة لبرلمان يفتقر لنقاش حقيقي بين الأغلبية والمعارضة، رغم كل المحاولات التي عرفها نظامه الداخلي في غرفتي النواب والمستشارين، حيث تفاقمت المظاهر السلوكية السلبية التي تحط من قيمة البرلمان لدى الرأي العام، سواء بالنسبة للحضور أو المشاركة في النقاش، أو تصريف القرارات .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن المالكي المحسوب على حزب يساري ساهم في إغناء التجربة المغربية البرلمانية حينما كان في المعارضة، و وجوده ضمن الأغلبية التي يقودها حزب العدالة والتنمية الذي لا يتوافق إيديولوجيا مع ما كان الأمر حينما كان التقدم والاشتراكية حليفا لهذا الحزب .. وبالتالي، أن السعي لتحسين صورة البرلمان غير ممكنة في واقع أغلبيته المتناطحة ولا يجمعها برنامج حكومي واضح .. ناهيك عن الصراع المتعدد الجهات القائم بين مكونات أغلبيته ومعارضته.

لم تكن الأغلبية منسجمة بعد رحيل الأحزاب الوطنية والديمقراطية .. خصوصا، في ظل حزب العدالة والتنمية، سواء في عهد بن كيران أو سعد الدين العثماني، وهي إلى الآن تحسن التصرف لهذا الموقع الأغلبي في التصويت على القرارات فقط، وعلى الصراع على الامتيازات والمكاسب التي يمنحها وجودهم الأغلبي، وحتى حوارهم مع المعارضة ومع الحكومة لم يرق إلى المستوى الذي يؤهلهم إلى ذلك .. وهذا هو موقف المعارضة الذي لم يتجاوز توظيف ما يقوي مواقفهم المعارضة المعبر عنها دون القدرة على الارتقاء بها إلى ما يهدد الأغلبية بالوسائل الدستورية المتاحة التي تطورت في الإصلاحات الدستورية المتعاقبة، مما جعل هذه المعارضة مجرد واجهة ديكورية تجميلية لهذا البرلمان الباهت.

حينما نتحدث في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، عن صورة البرلمان المغربي التي يجب أن يكون عليها، فنحن نتطلع من خلال أدائه إلى ما يجيب عن سؤال المشروعية والإنتاجية والحكامة التي يجب أن يكون عليها، ولو كالتي توجد عند الجيران في المغرب العربي، فبالأحرى أن يكون منافسا للنموذج الأوربي أو الأمريكي .. وتبقى روح المواطنة تحفزنا دائما للمطالبة بتحقيق هذه الصورة المشرقة البرلمانية، في انتظار التزام ومشاركة جميع الأطراف المعنية بوجوده بالوصول إليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق