أحداث دوليةأخبار

حول علاقة انتشار كورونا بالاحتباس الحراري والنهب الرأسمالي المتوحش ..!

SIIINE

إن كانت نظرية المؤامرة متجاوزة في تحديد الأسباب التي أفرزت وباء كورونا في الصين، بعد أن عانت من آثاره مباشرة، أو وصوله عن طريق أمريكا التي لا يزال صراعها مع الصين قائما .. ناهيك عن طموح كل منهما للسيطرة على العالم، كما كشف الرئيس ترامب ذلك في شعاره “أمريكا أولا”، الذي أكد من خلاله استعادة هيبة أمريكا وزيادة أرباح استثماراتها في الخارج، والتحكم في المنظمات الأممية ومعالجتها الانفرادية للقضايا الدولية الكبرى، بما يخدم مصالحها الاستعمارية فقط.

إن لم تكن فرضية نظرية المؤامرة غير مشروعة حتى الآن، رغم محاولات الولايات المتحدة اتهام الصين بذلك، فإن جميع التكهنات تتوجه إلى ربط نشأة الوباء واجتياحه العالمي، بضعف الإجراءات الأمنية في المختبرات التي تعمل في مجالات صناعات الأدوية والاختبارات الجينية والبيولوجية والجرثومية، بعد أن تراجع التقيد بالقوانين الدولية من قبل الدول الكبرى الصناعية الغربية على الخصوص، وتلك التي توجد في جنوب آسيا وشرقها، وفي طليعتها الصين واليابان وكوريا الجنوبية والشمالية التي تعمل بالسرعة القصوى لتطىويق الفجوة بينها وبين الدول الغربية الأوربية والأمريكية الشمالية.

إن لم تكن الاحتياطات الأمنية هي التي تقف وراء تسرب هذه الفيروسات القاتلة، المرتبطة بالعائلة التاجية لفيروس كورونا، التي تشمل سارس ثم الأنفلونزا الخنازير وآخرها كورونا كوفيد 19، فإن الخلاصات حول أسباب النشأة ستصل إلى ارتباط ذلك بما أصبح عليه الوجود الطبيعي من تدهور واضطراب وتراخي الاهتمام بها من قبل الجميع، وعلى الخصوص، في التغييرات المناخية التي تراجع فيها سمك طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من آثار الاحتباس الحراري، الذي تساهمت فيه الانبعاثات الغازية الدفيئة، كأكسيد الكربون والتلوث الناتج عن الصناعات الكيماوية والبتروكيماوية والوقود الأحفوري .. وبالتالي، أن انتشار الوباء في العالم يعود إلى سهولة الاختراق التي تسمح بوصول هذا الفيروس المعدي إلى كل القارات، وأن الأمر في ذلك لا يتعلق بانتقاله من الإنسان إلى الإنسان كما يسوق لذلك اليوم.

تبدو الفرضية المتعلقة بعلاقة كورونا بالمناخ أكثر موضوعية ومصداقية لارتباط الاحتباس الحراري بالغازات الدفيئة، وتراجع الأكسجين بفعل ارتفاع الحرارة، واحتراق الغابات وتراجع التوازن البيئي في توزيع الحرارة، والتساقطات وتعاقب الفصول، ومفعول الإشعاع الشمسي، الذي أصبح يظهر في ذوبان الجليد بدرجات مرتفعة، وارتفاع منسوب المياه والفيضانات الكارثية والأعاصير المدمرة، مما يؤكد أن الوجود الإنساني أصبح مستهدفا في ظل هذا الصراع بين الدول الاستعمارية التي تملك وسائل الدمار الذي يمكن أن يعصف بالحق في الحياة بالنسبة لجميع الشعوب، كما يشرحه الجيل الخامس للحروب.

إذن، اجتياح الأوبئة وتهديدها لصحة الإنسان وللحق في الحياة في هذه الألفية الثالثة، يشكل سلوك الدول أهم أسبابها التي تحتاج إلى التقويم، بعد أن انحرفت عن أهم القيم الإنسانية التي تمنحها قيادة شعوبها والقوانين الدولية التي تعمل المنظمات الأممية على تكريسها، وفرض احترامها، وسيظل الحاضر وحتى التفكير في المستقبل رهين بسلوك هذه الدول الاستعمارية التي قد تكون الصراعات فيما بينها سببا في انهيار قواعد وقوانين الحياة على كوكبنا الذي يمكن أن تفقد الكائنات الحية فوقه نعمة الحياة إذا لم تراجع هذه الدول الصناعية الغنية، خاصة الغربية الاستعمارية منها التي ترسخت فيها قيم الاستعلاء الأوربية القديمة التي تبحث عن ما يمكنها من المزيد من الاكتشافات والسياسات المعادية لاستقلال الشعوب، وضمان سيادتها للنيل من الحضارات المنافسة، خاصة بعد تمكن الصين من التطور السريع وتوفيقها بين توجهها الشيوعي والنظام الرأسمالي في اقتصادها، وتحولها إلى قوة عظمى قادرة على منافسة الولايات المتحدة، وإنهاء نفوذها على النظام الاقتصادي العالمي، خاصة بنهج سياسة افتراض جديدة لتمسك الشعوب النامية من بناء نفسها والتحرر من قروض المؤسسات المالية الدولية، التي تتحكم فيها أمريكا، وتوسيع علاقات الشراكة والتعاون مع هذه الدول .. لأجل ذلك، أصبحت الدول الغربية مطالبة بوقف التخريب الذي تقوم به شركاتها المعولمة المتوحشة، وتغيير مواقفها، ونهج أولويات واضحة تحفظ استقلال الشعوب، وتوفر للمجتمع الإنساني سبل الاستمرار على هذا الكوكب الذي تعبث فيه دون حسيب و لا رقيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق