أخباركلمة النقابة

ما هذه العبثية السياسية في الموقف من التطبيع يا رئيس الحكومة ..؟!

ترى هل وصل الاستخفاف برئيس الحكومة المغربية، الذي أصبح يوجه سلوكه اتجاه القرارات التي يوقعها باسم جلالة الملك، الذي تظل السياسة الخارجية اختصاصا خالصا لجلالته ..؟ وهل أصبح رئيس الحكومة يتحدث من موقعين، كأمين عام لحزب العدالة والتنمية، وكرئيس الحكومة المغربية يخضع في سلوكه للدولة ولقوانينها ومؤسساتها الدستورية .. ربما الجواب على هذه التساؤلات يعرفه رئيس الحكومة .. ولكنه، يحاول التملص من مسؤوليته من هذه الأخطاء التي يرتكبها من حين لآخر

إن ما قام به العثماني بعد توقيع التطبيع مع إسرائيل، يمثل قمة العبثية السياسية لمسؤول في الحكومة المغربية لا يليق به، فبالأحرى كأمين عام لحزب وطني لا يختلف عن باقي الأحزاب في إيمانه بضرورة احترام المشروعية الدستورية، وحتى وإن لم يكن هناك منظور آخر مناوئ لتوجهات الدولة، فالمطلوب توضيحات عاجلة من رئيس الحكومة، بعد أن أصبح الحدث موضوعا للمناقشة في الرأي العام، سواء من أجل تبرئة الذمة وشرح الموقف الحزبي لرئيس الحكومة، الذي عبر عنه في رسالته إلى مسؤولي حركتي حماس والجهاد الإسلامي

نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نعرف العلاقات أو المصالح المشتركة التي تجمع حزب العدالة والتنمية والأحزاب الإسلامية في الشرق الأوسط، ولا يحق لنا مصادرة هذه العلاقات الخارجية مع هذه المنظمات .. لكن، أن تحدث التجاوزات التي تضر بسمعة المغرب في المواقف الخارجية، فهذا يُضع سعد الدين العثماني في موقع المساءلة حول الأسباب الحقيقية عن هذه الازدواجية، أو العبثية السياسية .. فالأقرب إلى الصواب هو أن يخرج رئيس الحكومة المغربية عن صمته ويوضح للرأي العام خلفيات هذا الموقف المزدوج اتجاه التطبيع الذي يعرف أسبابه بالنسبة للمغرب، ولا يجب أن يكون موقفه مغايرا من ذلك

إلى حين خروج العثماني لشرح هذا الموقف الذي يخص حزبه فقط، سننتظر ما سيكون عليه فعله من أجل اطمئنان المغاربة على سلوك حزب العدالة والتنمية، وما يجب أن يكون عليه موقف رئيس الحكومة المغربية، الذي وقع على معاهدة استئناف العلاقات مع إسرائيل بحضور جلالة الملك .. ولعمري أن المغاربة جميعا  يعرفون عن قرب حقيقة ما قام به رئيس الحكومة من خلال خلفية حزبه المتجاوزة لحدود الوطن، ولا يخرج عن موقف أحزاب الإسلام السياسي من الوطن والوحدة الترابية .. ولعل المفهوم الأكثر تداولا في هذا الإطار، هو إجماعها على إحياء الخلافة الإسلامية التي لن تولد من جديد في ظل التحولات العالمية الجديدة

لن نعمق النقاش حول بلادة الموقف المعبر عنه من الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي يعتقد قياديوه أنهم تمكنوا من مفاصل الدولة والمجتمع المغربي، وأن شروعهم الماضوي هو الذي سيكون في حاضر ومستقبل الوطن، وأنه لا خوف على شعبيتهم في المشهد السياسي الوطني، الذي لن نحتاج إلى التعريف فيه بنسبة رفض المغاربة لتوجههم الحكومي والحزبي والأيديولوجي منذ حكومة عبد الإله ابن كيران، الذي يترجمه مستوى إنجاز ما نص عليه برنامج حكومتهم، فبالأحرى أن تكون مواقفهم من السياسة الخارجية في مستوى المنتظر منهم كحزب إسلامي مغربي يؤمن بالحداثة والديمقراطية .. لذلك، ليس من المستغرب في أن يقوم العثماني بهذه المغامرة في الرسالة التي وجهها إلى قيادة المقاومة الفلسطينية في الوقت الذي وقع فيه قبل ذلك على اتفاقية استئناف العلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل .. لأجل ذلك، نقول من موقعنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن العثماني وصقور حزبه يريدون تبييض وجوههم أمام المغاربة في موضوع يوجد عليه الإجماع، ولا أحد فيه يفضل بين تأييد نضال الشعب الفلسطيني ومغربية الصحراء    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق