أخبارمجتمع

حين كادت روح إسراء أن تزهق بمستعجلات مستشفى اليوسفية ..!

يوسف الإدريسي

أكبر المتشائمين من أفراد عائلة إسراء لم يكن يتصور، ليلة أمس الثلاثاء 27 يوليوز الجاري، أن تظل الطفلة البريئة تصرخ أكثر من ست ساعات، جراء آلام الزائدة الدودية، أو (المصرانة الزايدة)، في انتظار سيارة إسعاف قد تأتي وقد لا تأتي، لتنفذ قرار طبيبة مستعجلات المستشفى الإقليمي بترحيل الطفلة المريضة صوب مدينة مراكش، في ظل استمرار غياب غير مفهوم وغير مبرر  لآلات السكانير والإيكو وطبيب جراح

ست ساعات صرخنا فيها .. أذرفنا الدموع .. رفعنا شعارات الإدانة والاستنكار .. طالبنا بضرورة إنقاذ إسراء من الموت .. ذكّرنا بأن الفصل 20 من الدستور يكفل حق الحياة لإسراء، ومع ذلك لا مسؤول تدخّل، ولا إداري تفاعل، باستثناء الجدران التي سمعناها أحيانا تردد معنا الشعارات التنديدية

ست ساعات من المعاناة ومن التعذيب النفسي لعائلة إسراء ولإسراء نفسها

الجميع نائم لحظتها؛ مسؤولون صحيون، مسؤولون منتخبون، مسؤولون معنيون، باستثناء عيون إسراء التي أبت أن تنام لتكون شاهدة  على مسرح جريمة إنسانية، المتهم الرئيسي فيها هو التهور الإداري واللامسؤولية في تدبير مرفق صحي خدماتي ترتهن به أرواح البؤساء من أبناء الإقليم

نهاية المسرحية كتبها بعد ست ساعات من العرض أحد سائقي سيارة الإسعاف وهي تابعة للجماعة القروية رأس العين، بعد تواجده صدفة بالمستعجلات، أو بتعبير أصح؛ أوجده القدر هناك، ليحن قلبه لصراخ الطفلة إسراء ومعها بقية العائلة، ويتكفل، بعد تنسيق مع مسؤوله المباشر، بترحيلها إلى مدينة مراكش وتنتهي الحكاية في وقت يبدو أن الواقع الصحي بالإقليم لا يُراد له أن ينتهي

للإشارة فقط؛ الفقرة الثالثة والرابعة من ميثاق المريض المؤشر عليه من طرف وزارة الصحة وهو معلق عند مدخل قسم المستعجلات، تتضمن عبارة احترام كرامة المريض واحترام إرادته في العناية .. باختصار هو ميثاق لا ثقة فيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق