أخبارالصحة

حول اللقاحات وغياب الحوار المسؤول والعقلاني

بين مرافعات اللجنة العلمية الرسمية، التي تدير الحملة الوطنية لمواجهة كوفيد 19 وتداعياته، واللجنة العلمية الشعبية التي يتحدث أقطابها خارج الوطن، لا يزال الغموض والمسكوت عنه قائما في حوارها الذي لم تتوقف حتى الآن .. في الوقت، الذي خرجت فيه التظاهرات ضد جواز التلقيح وإجباريته التي امتدت إلى القرارات الحكومية في التعليم والعدل وخروج الذباب الإلكتروني الجزائري عن صمته للتشويش على المستجدات الوطنية التي تتعامل معها السلطات بالمرونة والحكمة حتى الآن ..  ناهيك عن استمرار المؤامرات من دول الجوار الأوربي والمغاربي لعرقلة إنهاء ملف قضيتنا الوطنية، التي أعلن عنها جلالة الملك بأنها غير موضوعة للنقاش

في موضوعنا الرئيسي، لم تتمكن اللجنتين الرسمية والشعبية إلى الآن من الحسم في النقاش العلمي والصحي حول اللقاحات التي يجري استخدامها عالميا بموافقة المنظمة العالمية للصحة، والتي لا زالت الدراسات السريرية حولها مستمرة من أجل إنجاح استخدامها في مواجهة كورونا ومتحوراتها، إلى جانب تحسن الوضع الوبائي في المغرب، من حيث عدد الإصابات والوفيات بالأرقام والنسب التي لا يوجد حولها خلاف بين الأطراف المعنية المؤيدة والمعارضة، وإن كانت هذه الأخيرة مصرة على اتهاماتها للجنة الرسمية بإبادة المواطنين المغاربة وترجمة تدابير لا تخدم الصحة العامة والقضاء على الجائحة وتداعياتها

إننا في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نتفهم مشروعية الحوار الحاد بين اللجنتين، ولسنا مع تسييس القضية والركوب على الاحتجاجات التي خلفتها و لا تزال الجائحة، والتلقيح والتداعيات الناتجة عنها .. ويحق لنا مطالبة اللجنتين بالمزيد من الوضوح الذي يسمح للمواطن العادي بمعرفة كل ما يتعلق بالجائحة واللقاحات، فحتى هذه الأيام لا يوجد خلاف حول قرارات المنظمة العالمية للصحة وإشرافها على عملية اللقاحات والموافقة عليها، و لا يمكن للأطراف المغربية المتصارعة تجاوز محدودية النقاش المفتوح، ولو أن اللجنة الشعبية مطالبة بتوضيح مواقفها حول مشروعية اللقاحات على تسميم الملقحين وقتلهم، كما يظهر في مداخلات أعضاء هذه اللجنة الشعبية، دون أن تفسر طبيعة هذا السم الموجود في اللقاحات، الذي تؤكد المنظمة العالمية للصحة انعدامه في جميع اللقاحات المرخصة حتى الآن، مما يثير مشروعية السؤال المطروح حول حقيقة هذا الاتهام من قبل اللجنة الشعبية، التي يجب أن توضح ذلك بما يتجاوب مع وعي المواطنين البسطاء، فبالأحرى من يملكون مستوى معرفي وتعليمي

لن نستخف بالجانبين في الجوانب المرتبطة بالبحث العلمي والسياسي المعمق، المتعلق بخلفيات القرارات الحكومية التي انطلقت في عهد حكومة العثماني، وكان من الممكن أن تستمر في نجاحاتها، إلا أن ما يحفزنا على النقاش مع اللجنتين اليوم، هو الهروب إلى الأمام في تبرير مواقفها دون اعتبار نبض الشارع الذي يتجه اليوم إلى الانقسام بين مؤيد ومعارض، دون أن يكون في صالح رفع وعي المواطن اتجاه الكوفيد ومتحوراته وتداعياته، التي تتخذ أشكالا جديدة في كل الاتجاهات، في الوقت الذي سيغرق فيه نشطاء الفريقين الرسمي والشعبي في هذه السجالات التي لم تقدم ما يؤكد شرعية تناولها للموضوع، وما تعبر عنه من مواقف مغرقة في الكلام المستباح، الذي لا يعززه أي سند علمي مقنع .. خصوصا، بالنسبة للفريق المعارض الذي يحاول التكلم باسمه من أمريكا خلط الأوراق والسيناريوهات والمواقف العارية التي تجمع بين الحقائق الصحية والسياسية والإيديولوجية التي تحاول تحويلها إلى مزايدات سياسية واضحة، بدل أن تكون حول الوضع الوبائي وكيفية القضاء عليه من قبل الجانبين

إننا في المستقلة بريس، لا نرى أي مجهود من قبل المشككين والمعارضين، الذين أصبحوا يدعون أنهم يدافعون عن المجتمع من التدمير الديموغرافي والإبادة بواسطة اللقاحات الفاسدة، ويشككون حتى في باقي الإجراءات الاحترازية .. ويحق لنا، مطالبة هذا الطرف المعارض لكل الإجراءات المستخدمة الآن تحت إشراف منظمة الصحة العالمية، وإن كانت هناك مجموعة ماروك فاكس هي المسؤولة عن هذه الخروقات المهددة للصحة العامة، فيجب فضحها بعيدا عن التعويم وإرسال الاتهامات إلى المسؤولين عن قطاع الصحة، بل إننا ننتظر نقاشا علميا معمقا يوضح أدق التفاصيل المسكوت عنها في هذه اللقاحات المرخص بها من قبل منظمة الصحة العالمية     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق