
باريس/ تجمع حاشد للتنديد بالإسلاموفوبيا بعد مقتل أبوبكر داخل مسجد في فرنسا
باريس – عبد الرحيم مالكي
شهدت ساحة الجمهورية في العاصمة الفرنسية باريس، مساء اليوم الأحد 27 أبريل 2025 تجمعًا ضخمًا ضم مئات الأشخاص، جاؤوا للتعبير عن غضبهم وحزنهم العميق بعد الجريمة المروعة التي راح ضحيتها الشاب أبوبكر، الذي قُتل داخل مسجد أثناء أدائه للصلاة
توافد الحشود إلى الساحة منذ ساعات المساء الأولى، حاملين لافتات تعبر عن رفضهم لخطاب الكراهية المتزايد، ومرددين شعارات تطالب بالعدالة ل. أبوبكر وبتحقيق عاجل وشفاف .. الهتافات علت في المكان، تؤكد أن المساجد هي بيوت للسلام وليست أهدافًا للكراهية والعنف، وسط أجواء مشحونة بالتأثر والغضب
الحادثة التي وقعت في مسجد خديجة في بلدة لا غراند كومب جنوب فرنسا، يوم الجمعة 25 أبريل 2025 هزت المجتمع الفرنسي بأكمله، حيث تعرض أبوبكر، البالغ من العمر 22 عامًا، للطعن حتى الموت داخل المسجد، بحسب الشهود، حيث دخل أوليفييه، وهو شاب فرنسي من أصول بوسنية، المسجد أثناء أداء أبوبكر الصلاة، و وجه له أكثر من 40 طعنة باستخدام سكين طويل، وقد قام الجاني بتصوير الجريمة ونشر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان يردد عبارات معادية للإسلام أثناء الهجوم .. الجريمة التي أودت بحياة أبوبكر أثارت صدمة عميقة في المجتمع الفرنسي، وأعيد تسليط الضوء على تصاعد العنف والإسلاموفوبيا في البلاد
السلطات الفرنسية وصفت الهجوم بأنه جريمة كراهية، حيث أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء فرانسوا بايرو الجريمة بشدة .. مؤكدين أن مثل هذه الأعمال لا مكان لها في فرنسا .. النيابة العامة في مدينة أليس فتحت تحقيقًا في الجريمة، معتبرةً إياها جريمة كراهية، وتم نشر 70 محققًا للقبض على الجاني الذي لا يزال فارًا ويُعتبر خطيرًا للغاية
خلال التجمع في باريس، ألقى العديد من الشخصيات الحقوقية والنشطاء كلمات مؤثرة، أكدوا فيها أن الاعتداء على المسلمين في أماكن عبادتهم يمثل تهديدًا صريحًا لمبادئ الجمهورية الفرنسية التي تأسست على الحرية والمساواة والإخاء، واعتبر المتحدثون أن الصمت تجاه هذه الجرائم هو تواطؤ غير معلن .. داعين الحكومة إلى اتخاذ إجراءات فعلية لحماية المواطنين المسلمين وملاحقة مرتكبي جرائم الكراهية دون تهاون، كما شددوا على أن تكرار مثل هذه الأحداث يُنذر بانفجار اجتماعي خطير إذا استمرت سياسة التغاضي والتساهل مع دعاة الكراهية والعنصرية
دقائق من الصمت خيمت على المكان، تخليدًا لروح أبوبكر، أعقبها تصفيق جماعي كإشارة للوحدة والصمود، فيما توعد المشاركون بأنهم لن يسمحوا أن تمر هذه الجريمة دون محاسبة .. مؤكدين، أن دم أبوبكر لن يذهب هدرًا وأن معركتهم ضد الإسلاموفوبيا مستمرة حتى استعادة الكرامة والمساواة لكل أفراد المجتمع .. الحشد غادر المكان بأمل ممزوج بالغضب، حاملين رسالة واضحة مفادها، أن حماية المسلمين ليست مطلب أقلية، بل واجب وطني يمس مستقبل التعايش والاستقرار في فرنسا