أخبارجماعات و جهات

لماذا لم تندلع الاحتجاجات بإقليم اليوسفية على غرار مناطق أخرى ..؟!

 

ذ. يوسف الإدريـــــسي

لنتفق أولا على أن كل شروط الاحتجاج متوفرة بإقليم اليوسفية من خلال تدهور الأوضاع الاجتماعية وضعف البنيات التحتية وبطء عجلة التنمية، وأيضا تراكم وعود المجالس المنتخبة دون تنفيذ، (جماعة اليوسفية نموذجا)

ورغم ذلك، ظل الشارع اليوسفي هادئا نسبيا، في وقت عرفت فيه أقاليم أخرى موجات احتجاج متتالية .. فما الذي جعل اليوسفية أن تكون استثناء وهي استثناء في كل شيء، حتى في المذكرة الجهوية الاستثمارية التي تصدر كل سنة عن قانون المالية .. وفوق ذلك، تعيش جماعة اليوسفية وهي عاصمة الإقليم على وقع تدبير مترهل وقرارات لا ترقى إلى تطلعات الساكنة

ورغم الغليان الصامت، لم تتحول هذه الأوضاع إلى احتجاجات مفتوحة، ربما لأن شباب المدينة و الإقليم منحوا المسؤولين فرصة أخرى أملا في تصحيح المسار قبل أن تنفجر الأوضاع، وطبعا لا نريد ذلك فضلا عن أن الأمور ازدادت تعقيدا بعد أن تم تضييق المجال أمام الصحافة المحلية ومنعها من تغطية دورات المجلس الجماعي، وأيضا الإمعان في (جرجرة) عدد من الإعلاميين والنشطاء إلى المحاكم، وهو ما خلق شعورا عاما بالإقصاء والتهميش

لكن وصول عامل الإقليم الجديد بحركيته الواضحة وزياراته الميدانية لمختلف المرافق والمؤسسات، ساهم في خفض منسوب الاحتقان وطمأنة جزء من الرأي العام المحلي، رغم أن محيط العامل يصر على عدم إشراك الإعلام المحلي والنشطاء في لقاءات تواصلية، على الأقل انسجاما مع ما ينص عليه الفصل 13 من الدستور المغربي، الذي يؤكد على ضرورة إشراك مختلف الفاعلين في إعداد السياسات العمومية وتقييمها

في المقابل، جاء إطلاق مشروع المجمع الشريف للفوسفاط (MPH) وما رافقه من توفير أكثر من 1300 منصب شغل لأبناء محيط المنطقة (ecosystéme) ليشكل متنفسا اقتصاديا مؤقتا، خفف بدوره من الضغوطات الاجتماعية، خصوصا وأن ملف التشغيل يعد من أكثر القضايا حساسية في منطقة تعاني هشاشة اقتصادية واجتماعية واضحة

ولا يمكن في هذا السياق تجاهل التعامل المتزن للأجهزة الأمنية خلال بعض الوقفات الاحتجاجية المحدودة التي عرفتها مدينة اليوسفية مؤخرا، إذ أبدت حكمة في التدبير الميداني جنبت الإقليم منزلقات العنف والعنف المضاد

لكل ذلك، وإذا كان شباب الإقليم قد تفهم الوضع السياسي الراهن، فإنه على المسؤولين المحليين والإقليميين أن يستثمروا هذه الهدنة الاجتماعية غير المعلنة في اتجاه تصحيح مسار التنمية، وإعادة الثقة بين المواطن اليوسفي والمسؤول عن الشأن المحلي، على الأقل من أجل هذا الوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق