للمستقلة رأي

ما هذه الخدمة الإعلامية لأطروحة الانفصاليين في قضية الصحراء المغربية يا مفتاح ..؟!

AYAM

طلعت علينا أسبوعية “الأيام” مؤخرا بعنوان سياسي مستفز لمشاعر المغاربة في قضية الصحراء المغربية، وبصورة ل. عبد العزيز المراكشي في الصفحة الأولى بعنوان ” من سيكون رئيسا للصحراء المغربية ” وإن كنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لا نشكك في وطنية مدير الجريدة الأسبوعية، وحرصه على تبني الموقف الوطني من قضية الوحدة الترابية، إلا أن صياغة العنوان تعتبر في نظرنا المهني المتواضع عملا إعلاميا دعائيا لأطروحة الانفصاليين، حتى وإن كانت ل. مدير الأسبوعية رؤياه الخاصة من طرح صورة زعيم الانفصاليين وصياغة العنوان المثير للجدل.

إن مجرد العنوان بالضرورة لا يعني مناقشة ما يمثله صاحب الصورة، فاستعمال كلمة الرئيس وحدها تحتمل أكثر من معنى، لن يكون على الإطلاق بهذه المسؤولية في الصحراء المغربية التي ستكون ضمن جهات المملكة المغربية، التي تتمتع بالحكم الذاتي، وفق نظام الجهوية الموسعة المتقدمة المصادق عليه في البرلمان مؤخرا، وإن كان الأمر يتعلق بالصراع الداخلي في حركة البوليساريو على ضوء ما تعيشه عقب انفجار ملف المساعدات الإنسانية لإخواننا المغاربة المحتجزين في تندوف، فهو أيضا لا يمكن نعته بهذه الصفة من قبلنا كمغاربة، ما دامت حدود وأهداف الحل السياسي في المقترح المغربي تعتبر من سيكون رئيس للصحراء كجهة في إطار السيادة الوطنية.

ربما يكون ل.مدير أسبوعية “الأيام” تصورا آخر للموضوع الذي طرحه بهذه الصياغة الإعلامية الملغومة، غير أننا كمغاربة مؤمنين حتى النخاع بقوة الإجماع الوطني حول قضية صحرائنا المغربية، لا يمكن أن تمرر علينا هذه الصياغة الإعلامية المخدومة للصورة والعنوان، حتى وإن كانت لها دلالة ومضمونا آخر خارج السياق الذي يتحكم في تطورات القضية بعد تأكيد مجلس الأمن على الحل التفاوضي، وقوة مقترح الحكم الذاتي، كما جاء في صيغة القرار الذي يعزز الموقف المغربي، ويغلق الأبواب في وجه أطروحة الانفصاليين التي تدعمها الشقيقة الجزائر، التي لم تفلح في تغيير مسار القضية على المستوى الدولي لصالح مشروعها المعادي للوطن.

ما يبقى في السيناريوهات عن العنوان والصورة، والذي يمكن أن نوافق عليه في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، هو أن يكون وضع صورة زعيم الانفصاليين الصغيرة على صدر الصفحة الأولى، عن الصحراء المغربية كرئيس للمنطقة في إطار الحل المغربي، بعد قبوله بذلك مرغما على إثر الأحداث والصراعات التي تعيشها الحركة الانفصالية، وتراجع شعبيته فيها على ضوء تداعيات فضح التلاعب بالمساعدات الإنسانية من قبل دول الاتحاد الأوربي .. وحتى هذا السيناريو مشكوك في صحته، إلا إذا كانت هناك خلفيات أخرى يجري الترتيب لها حول الموضوع، ونكلف مدير الجريدة بالسبق الإعلامي فيها.

ما يهمنا يا أخ نور الدين مفتاح من مناقشة القضية ومن العنوان الذي اقترحناه لها، هو أن لا تكون في نهاية المطاف آخر من لا يعلم بما يجري حول قضية الوحدة الترابية، التي لا يزال الإجماع الوطني صلبا فيها، وأن تكون خرجتك الإعلامية مخدومة، ولا تمتلك كل تفاصيلها المسكوت عنها .. أما إذا كان العكس فنحن لا نشاطرك الموقف، ولا هذه الصياغة للعنوان والصورة، ونؤكد لك من موقعنا في جريدة المستقلة بريس لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أننا نرفض هذا النموذج من العمل الإعلامي الموجه للرأي العام الوطني إن كان معاديا لقضية الوحدة الترابية، أو كان يريد نسف كل التضحيات التي بذلت حول قضية صحرائنا المغربية، التي أكد جلالة الملك في ذكرى المسيرة الخضراء من أنه لا تراجع أو تنازل في الموقف المغربي حولها .. ونحن منفتحون أن ننصت إلى وجهة نظرك إذا كانت تخدم إجماعنا الوطني، وصلابة الموقف المعبر عنه حتى الآن، وغير ذلك كن على يقين أننا ضد أي تصور أو موقف يمكن أن يخدم أطروحة الانفصاليين ومن يدعمهم داخل الوطن وخارجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق