نافذة على الثقافة و الفن

ازدهار الثقافة في صالح المجتمع أيها المرعوبون منها

SBIHI

لا يزال الرأي العام الوطني منشغل بالضجة التي افتعلها المحافظون ضد فيلم “الزين اللي فيك” ومهرجان “موازين”، والتي يكشف أصحابها عن حقيقة مواقفهم من الثقافة إلى درجة يخلطون ويقحمون بين تصوراتهم الدينية التي انتهت صلاحيتها، وبين التعاطي مع الإبداع الثقافي والفني، الذي يمكن انتقاده وتقييمه وتصحيح أخطائه، وإن دلت الضجة المفتعلة عن شيء، فإنما توضح الحقيقة العارية التي لا يعترفون بوجودها، وهي أنهم مرعوبون من الثقافة، ويخشون قدرتها على تسليط الأضواء على الرؤى الغيبية والخرافية المحنطة بقناعاتهم الدينية الضعيفة، التي يوظفونها في وجه خصومهم وفي الابتعاد عن الوعي الساذج والسطحي السائد الذي يخدم مصالحهم.

إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، التي سجلت بقوة حضورها اتجاه الفيلم المذكور، وعبرت عن رؤاها النقدية، وفضحت الزوبعة الإعلامية والضجة الحزبية الأخيرة المسكوت عنها في مجتمعنا اتجاه الثقافة والفن وعمق أزمة الوعي الجمعي، الذي لم يتحرر حتى الآن من المزايدات والسجالات الصاخبة، بين من يعتقدون أنهم القيمون على الشأن الروحي والثقافي من جهة، والمنغمسون في ثقافة الغرب الاستهلاكي الإباحي الأعمى حتى النخاع من جهة أخرى، وبين هؤلاء والآخرين ينتصب التيار المجتمعي التحرري والديمقراطي والحداثي .. وحبذا لو أعلن المؤيدون والمعارضون عن أولويات تصورهم المذهبي الإيديولوجي حتى يتمكن الطرف التحرري الحداثي من معرفة خلفيات هذه الأزمة المفتعلة في هذا الظرف التاريخي الذي يعيشه كل العرب والمسلمون، والأجواء السياسية والحزبية التي يوجد فيها المغرب في أفق الاستحقاق الانتخابي الجماعي والجهوي القريب.

لن نكون في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، إلا في خانة الصف المدني الديمقراطي والحداثي الذي يؤمن بأن المغرب بلد الانفتاح الحضاري والتحرر الثقافي، وهذا ما يحرضنا على رفض مواقف الإكليروس الديني المحافظ الذي يعتبر نفسه جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الوطن.

نستخلص من هذا المقال، أن الذين صنعوا الزوبعة نزلت قيمة أسهم مواقفهم إلى مستوى الإفلاس الذي يشوه الثوب السياسي أو الديني .. الذي يزينون به مواقفهم الرخيصة اتجاه الفيلم، ورقص جينيفر لوبيز في مهرجان موازين .. وبالتالي، أن نصيحتنا لهؤلاء، تكمن في الابتعاد عن الوصاية عن المجتمع وتحاشي إقحام قيم المجتمع وثوابته في التعامل مع الإبداع الفني والثقافي والسياسي، والإيمان بضرورة حسن التعاطي مع الصيرورة الثقافية والحضارية في الوطن وخارجه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق