أخبارمنبر حر

أوقفوا المشاهدة .. بؤساء اليوسفية يموتون تباعا ..!

اليوسفية
يوسف الإدريسي

تعبنا حقا من القول بأن اليوسفية تدر ذهبا وتغطي تكاليف القطاعات الأخرى على المستوى الوطني، في حين تظل هي بدون حضن تنموي وبدون غطاء، تماما كالإبرة التي تخيط الأغطية والملابس وهي مكشوفة الأجزاء … تعبنا من عقود الشراكات الدعائية وعمليات تفويت منشآت اجتماعية وشبابية تستهدف الحجارة والإسمنت أكثر من استهدافها إنارة العقول وصقل الإرادات واحتضان شرائح مجتمعية خذلها المجتمع ذاته بأشكال أو بأخرى، حتى صارت أرواح البؤساء تتساقط تباعا مثلما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف، كما هو الشأن بالنسبة ل”با العوني” و “با صالح” اللذين قتلهما صقيع الإهمال واللامبالاة على أرصفة التهميش المهترئة في مدة لم تتجاوز الأسبوعين، في حين اختار عمال النظافة المطرودين تكبيل الأيادي والأقدام في انتظار فرج معلق بين السماء والأرض.

قبل سنوات كان اليوسفيون يقولون إن دليل تقدمنا المستقبلي هو أن نعبر من ضفة المحيط التي شهدت لعقود خلت تبعية استنزافية، في كل من عاصمتي عبدة ودكالة، نحو مراكش التنمية والاستثمارات البنيوية في مختلف القطاعات، ليتفاجأ الجميع بعد تحقيق حلم الجهوية المتقدمة وإلحاق الإقليم بجهة مراكش، بأنه تم إقصاؤه قبل أيام قليلة من فيضان الأحد الأسود من مذكرة الاستثمار الجهوي الذي تضمنه مشروع قانون المالية لسنة 2017، إلى درجة أن الصفحات 49 ـ 50 ـ 51 من المذكرة ذاتها الخاصة بالجهة، لم تحمل شيئا اسمه إقليم اليوسفية، في حين أن كل من مراكش وأسفي والصويرة والحوز وقلعة السراغنة وشيشاوة والعطاوية وأيت أورير والوداية وتامنصورت استفادت من التوزيع الاستثماري على عدة مستويات وقطاعات.

مشكلتنا في هذا الإقليم، ليست فقط مع من يحكموننا ويدبرون شؤوننا طوعا أو كرها، بل أيضا مع من يُفترض فيهم أن يدافعوا عن مصالحنا وينصتوا لصرخاتنا وآهاتنا.

فقط في اليوسفية، يتحول الفاعل الجمعوي إلى مفعول به منصوب ومجرور في آن واحد، فقط بإقليمنا يعرف الكائن الانتخابي كيف يصبح غنيا في أقل من شهر، ويتحول الأجير المياوم إلى طبيب خاص في توليد النساء.

فقط هنا، تقطع سيارة الإسعاف في مسارها الطرقي الرابط بين مراكش وأسفي مسافة أكثر بكثير مما تقطعه سيارات الأجرة بمختلف أنواعها.

فقط عندنا تتحول مؤسسة خيرية إلى بوابة صراع بين أعيان الإقليم ونخبه المثقفة.

حصريا، في هذه المنطقة الجغرافية، لا تكاد تجد بها مواطنا يفتخر بترابها وشوارعها ومؤسساتها، إلى درجة أنهم اختصروا هذه الحقيقة في قن سري يتداول بكثرة بين أبناء الإقليم هو عبارة “الحفرة” ذات الدلالة السيكولوجية العميقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق