
أتساءل سيدتي الرئيسة، هل بقعة صغيرة ستتحمل ثلاثة مشاريع كبرى لثلاث وزارات مختلفة ..؟‼️

ذ. يوسف الإدريـــسي
بعد توقف اضطراري بسبب حضوري لمسطرة البحث التمهيدي في الشكاية التي تقدمت بها ضدي رئيسة جماعة اليوسفية، على خلفية مقال تناولت فيه مسؤولية رئاسة المجلس الجماعي عن مظاهر تراكم الأزبال في الأزقة والأحياء، وضرورة الوقوف الجدي على تدبير مرفق النظافة بالمدينة .. وقد اقتنعت النيابة العامة بعدم جرمية فحوى المقال واعتبرته يدخل في إطار حرية الرأي والتعبير، ليتم حفظ الشكاية
اليوم، أعود من جديد لأفتح نقاشا عموميا مع رئيسة المجلس في موضوع ذي راهنية وأهمية قصوى، ويتعلق بما أعلنت عنه السيدة الرئيسة بفخر شديد حول رفعها ملتمسا إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وإلى رئيس جامعة القاضي عياض، من أجل إحداث نواة جامعية بمدينة اليوسفية .. وقد أشارت الرئيسة إلى تخصيص بقعة أرضية بحي الأمل (الفوارات) لتشييد هذه النواة الجامعية، وهي القطعة ذات المساحة 5361 مترا مربعا والمندرجة ضمن الرسم العقاري رقم M/17254
لكن، السيدة الرئيسة، إذا كنت تقصدين هذه البقعة تحديدا، فهي غير كافية إطلاقا لإقامة نواة جامعية. فمساحة لا تتجاوز خمسة آلاف متر مربع لا تكفي حتى لتشييد مدرسة ابتدائية بمعايير الجودة والريادة، فكيف يمكن أن تعتبر وعاء عقاريا صالحا لمؤسسة جامعية تحتاج إلى مبان متعددة، ومرافق موازية، وفضاءات للبحث والأنشطة، فضلا عن متطلبات التوسع المستقبلي ..؟!ولنا في نموذج قلعة السراغنة مثال واضح؛ حيث خصصت هناك مساحة تقدر بـ 40 هكتارا لإنشاء نواة جامعية تابعة لجامعة القاضي عياض، وفقا لشروط أكاديمية دقيقة
ثم إن هذه البقعة الأرضية نفسها سبق وأن تم وضعها رهن إشارة وزارة الشباب والثقافة والاتصال، طبقا للمادة 41 من القانون التنظيمي 57.19، وذلك بهدف إحداث مركب ثقافي، بعد أن تم إدراجها والمصادقة عليها ضمن جدول أعمال الدورة العادية لشهر ماي 2023. ولم تمض سوى أشهر قليلة حتى عدت سيدتي الرئيسة، في يوم 7 شتنبر 2023، لتنشري عبر صفحتك الفايسبوكية خبر اختيار نفس البقعة لإقامة مركز صحي تابع لوزارة الصحة .. فما الحكاية إذن مع حي الأمل ..؟!
هل نحن أمام بقعة واحدة يراد لها أن تحتضن مركبا ثقافيا ومركزا صحيا ونواة جامعية في آن واحد ..؟
أم إن الأمر مجرد خلط في المعطيات وتسرع في الإعلان دون تدقيق في الإمكانيات العقارية والمجالية للمدينة ..؟!
نحن لا نرفض المشاريع، بل ندافع عن الوضوح، والمصداقية، والتخطيط الواقعي .. فالمدينة تستحق أن تعامل بجدية، لا بشعارات دعائية تطلق دون أساس مدروس، كما حدث قبل سنوات مع التصريح المصور لتوفير العقار للنواة الجامعية من طرف العامل السابق .. ما نريده ببساطة سيدتي الرئيسة هو أن نفهم الحقيقة؛ أي مشروع سيقام على هذه البقعة المقدسة ..؟ ولمن وضعت فعلا ..؟!




