
فاتح ماي باليوسفية .. واقع النقابات بين تحديات الحاضر وحنين الماضي
ذ. يوسف الإدريــــــسي
على الرغم من رمزية فاتح ماي كعيد أممي للعمال، فقد سجل المتتبعون للشأن النقابي بإقليم اليوسفية تراجعا ملحوظا في الحضور الجماهيري خلال احتفالات هذا اليوم من سنة 2025، مقارنة بالزخم الذي كانت تعرفه المدينة خلال سنوات الثمانينات والتسعينات
وقد اختارت بعض الإطارات النقابية تنظيم أنشطتها هذه السنة خارج تراب الإقليم، خصوصا بمدينة مراكش، ما فتح الباب أمام تأويلات ربطت هذا القرار بمحاولة نسب المركب الصناعي بالإقليم إلى نواحي مراكش، وهي العبارة التي تبناها الإعلام الرسمي، في إطار ما يصفه البعض بـ (تهريب رمزي للمشاريع الاقتصادية)
بالمقابل، فضلت نقابات أخرى تنظيم مهرجانات خطابية مغلقة داخل مقراتها، دون الانخراط في مسيرات شعبية، باستثناء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي التزمت بتنظيم مهرجان خطابي ومسيرة احتجاجية تحت شعار:
(لا تنازل، لا مساومة على الحقوق العادلة والمشروعة)
وخلال المهرجان، دعت قيادة الكونفدرالية إلى ضرورة مأسسة الحوار الاجتماعي على المستويين المركزي والقطاعي، مع جعله ملزما ومتسما بأفق تفاوضي واضح، كما جددت رفضها لمشروع قانون الإضراب بصيغته الحالية، واعتبرته مقيدا للحريات النقابية، وقد طالبت بسحبه وفتح حوار جدي بشأنه في احترام تام للدستور والمواثيق الدولية، كما سجلت المسيرة حضورا رمزيا وله دلالات سياسية لعائلة الشاب أيوب فقيد منطقة الكنتور
وفي سياق متصل، عبر الفرع الإقليمي للاتحاد المغربي للشغل باليوسفية عن اعتزازه بمسيرته النضالية، وهو يحتفل بالذكرى السبعين لتأسيسه، مؤكدا عزمه الاستمرار في النضال من أجل صون المكتسبات ومواجهة غلاء المعيشة تحت شعار:
(نضال مستمر لمواجهة انتهاك الحقوق والحريات النقابية وصون المكتسبات والتصدي لغلاء المعيشة)
أما الكاتبة الإقليمية للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، فقد أكدت في كلمتها التزام نقابتها بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ضمن اتفاقي 30 أبريل 2022 و29 أبريل 2024، معتبرة أن احترام الالتزامات هو السبيل الوحيد لإعطاء الحوار والتفاوض النقابي قيمتهما الحقيقية، خلافا لنهج التملص والتسويف
وتجدر الإشارة إلى أن تراجع زخم الاحتفال بعيد العمال بإقليم اليوسفية، يعكس، بحسب متتبعين للشأن النقابي المحلي، تحولات عميقة في المشهد النقابي المحلي، ما يستدعي تجديد أساليب النضال وتعزيز الديمقراطية الداخلية للإطارات النقابية، لضمان استمرارية الفعل النقابي ومن ثمة صون الحقوق وتحصين المك