
المجلس العلمي باليوسفية بين حضور المناسبات الرسمية وغياب الأدوار المجتمعية
ذ. يوسف الإدريـــــسي
جميل جدا أن يبادر المجلس العلمي المحلي لإقليم اليوسفية بتنظيم ملتقى قرآني، طاف فيه حفظة كتاب الله شوارع المدينة، بحضور منابر الإعلام الوطني وعدد من الفعاليات السياسية المنتخبة منها والمعينة
وجميل أيضا، أن يشيد رئيس المجلس العلمي بما تزخر به منطقة (أحمر) من رأسمال رمزي وثقافي وديني يعد مصدر فخر واعتزاز .. لكن، من حق ساكنة اليوسفية أن تتساءل عن حصيلة العمل المجتمعي للمجلس العلمي خلال السنوات العديدة التي قضاها رئيسه على كرسي منصبه
فرؤية الملك لمهام المجالس العلمية، كما وردت في خطبه الرسمية، تقوم على دور تأطيري وتربوي شامل، لا يمكن اختزاله في التظاهرات الموسمية أو الأنشطة الرمزية .. فالمجلس العلمي، بحسب هذه الرؤية الملكية، مدعو للحضور الفعلي والمستمر في مختلف الفضاءات؛ المسجد، النادي، المدرسة، الشارع، الإعلام، والمؤسسات الثقافية، فضلا عن ضرورة أن تبقى أبواب المجلس مفتوحة أمام المواطنين للإجابة عن تساؤلاتهم الدينية والمجتمعية، ومساعدتهم على التوفيق بين مبادئ الدين وتحديات العصر وانزلاقاته
ومن هذا المنطلق، يحق لنا أن نتساءل أيضا؛ أين هو انخراط المجلس العلمي في معالجة قضايا الشباب ..؟! وما دوره في مواجهة ظواهر الانحراف، والإدمان، وحوادث الدراجات النارية التي تحصد أرواحا شابة كان ينقصها فقط الرعاية والاحتضان! ..؟
لقد فقدنا في السنوات الأخيرة العديد من الأرواح الغالية بسبب سلوكات غير موجهة، كما انساق العديد من الشباب إلى الإصلاحيات والسجون بسبب مظاهر الانحراف، وما زال السؤال معلقا؛ أين هو دور التأطير الديني والتربوي في وقاية أبنائنا من هذه المآسي ومآس أخرى! ..؟
وما يقال عن المجلس العلمي، يقال عن باقي المجالس والمؤسسات التي نسمع عنها كثيرا ولا نراها تتفاعل مع واقعنا المعيش