أحزاب و نقابات

لا يزال بإمكان الاتحاد الاشتراكي استعادة إشعاعه وقوة خطابه وتحليله ..!

LACHGAR 1

على نقيض من يعتقدون ويرجون نهاية وموت وإفلاس المشروع المجتمعي الاشتراكي الديمقراطي الذي اختاره الاتحاديون في السبعينات، فإن حزب الاتحاد الاشتراكي لا يزال وفيا لقواته الشعبية رغم كل المؤامرات التي تعرض لها .. ولعل ذاكرة الاتحاديين المؤمنة حتى النخاع بما راكمه الاتحاديون على امتداد عمر الحزب يعرفون مدى صدقية الأهداف التي صاغها الاتحاديون وظلوا متمسكين بها ومجددين الالتزام بها عبر كل المؤتمرات الوطنية، لا يمكنهم التنكر لها أو تجاهل خطورة النضال الذي يمارسونه في أكثر من واجهة.

إن الاتحاد الاشتراكي الذي تراجعت شعبيته وثقله في المشهد السياسي الوطني اليوم، يمكنه أن يعود ويقلب الطاولة على الجميع إن وعت قيادته الحالية بما يجب أن يكون لتحقيق هذه العودة التي كان للاتحاد الاشتراكي فيها القدرة على جعل ميزان القوى لصالحه .. ونعتقد أن مناضلي الاتحاد المؤمنين بمشروعه يمكنهم خلخلة المشهد السياسي الوطني بالرؤيا الاتحادية الصحيحة إذا ما أتيحت لهم الفرصة في نقاش اتحادي داخلي نقدي وصريح، شريطة توفير المناخ ومساحة الحرية التي تمكنهم من ذلك ويشارك فيه المبعدون.

بنفس الرؤيا النقدية التي واجهنا فيها فيدرالية اليسار الديمقراطي حول المنتظر منها في الاستحقاق البرلماني المقبل، نقول لقيادة الاتحاد الاشتراكي أن سفينة الاتحاد الاشتراكي أصبح محركها في ظل وضعها الحالي عاجزا على الإبحار الجيد، وأنه من موقع مسؤوليته أصبح مطالبا بإصلاح الأعطاب التي يعاني منها الحزب، سواء في أدائه الحزبي اليومي الذي تراجع بشكل مخيف، خاصة في المناطق العمالية التي تشكل مناطق إشعاعه الجماهيري، أما نشاطه في العالم القروي فلم يرتق إلى ما كان متوقعا منه حتى الآن، ناهيك أن انفراد القيادة بالتصرف في الحزب بدون تفويض من مناضليه الذين غادروه نتيجة ما تراكم من الأخطاء والعجز على معالجة الخلافات التي دفعت بالتيار المعارض إلى الانسحاب والنضال في إطار حزب جديد.

لن نختلف مع القيادة في مواجهة الريع والتوريث بالنسبة للمشاركة الانتخابية، لكن هل نجحت هذه القيادة في التصالح مع المناضلين الذين فضلوا التجميد الإرادي لنشاطهم في انتظار تجاوز سياسة التهميش التي تتعامل بها القيادة في أكثر من محطة نضالية، والتي نجح فيها خصوم الحزب في تقزيم أظافره والتأثير على قراراته وإشعاعه الجماهيري، والتي اتضحت في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، والأمل في تجاوز هذا الواقع الذي يتلاءم مع ما يمتلكه الحزب من طاقات وخبرات ورصيد نضالي يمكن إذا ما تم تحسين وتجويد استخدامه أن يعيد الحزب إلى ما كان عليه .. خصوصا، أن من يعتقدون هيمنتهم على المشهد يعرفون مدى قدرة الاتحاد على تحقيق النجاح رغم كل الإكراهات والتحديات والضغوط.

سنترك الإجابة على هذه الملاحظات لقيادة الاتحاد ولمناضليه من أجل استقراء الواقع الذي يوجدون عليه اليوم، وسننتظر في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ومعنا الرأي العام الوطني ما سيقدمون عليه من مبادرات لاحتواء تداعيات الأزمة التي أصبح عليها الاتحاد الذي لا يمكنه التفريط في قواته الشعبية التي تشكل خزانه الطبيعي في التأطير والتنظير والنضال، خصوصا في شروط المشهد الوطني الذي يمكن التحرك فيه بالرغم من ادعاء الأحزاب المهيمنة السيطرة عليه والقدرة على ضبط إيقاعه لصالحها، سواء تعلق الأمر بزعيم الأغلبية في شخص حزب العدالة والتنمية، أو زعيم المعارضة في شخص حزب الأصالة والمعاصرة .. ولنا اليقين أن الاتحاد يمكن أن يجعل ميزان القوى في الانتخابات البرلمانية القادمة في صالحه، إذا ما استوعبت القيادة نتائج أخطائها، وآمنت بتجاوزها بمنظور ومبادرة مناضلي الحزب في جميع المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق