كلمة النقابة

حول مكر مهندسي الانقلاب على النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة ..!

( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن اللـه

واللـه مع الصابرين)

يعد مضي زمن طويل، يعد بالشهور على الضجة التي افتعلها الباحثون عن المنافع الذاتية، الذين استعانوا في عملهم الدنيء بعملية التلبيس والتدليس، ابتداء من لقاء الرحامنة الذي كان الغرض منه جمع المناضلين حولهم والاستفراد بهم .. لازال العديد من المتتبعين للشأن الصحافي والإعلامي .. وبالخصوص ما يهم النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، يتساءلون بإعجاب كبير عن السر الذي جعل هذه الأخيرة تخرج من المحاولة الانقلابية بسلام، بعد الهجمة الشرسة التي تزعمها الانتهازيون .. وذهب بعضهم (المتتبعون) إلى القول كيف تمكن الشخصين الاثنين اللذين يسهران على تدبير شؤون الأمانة العامة للنقابة من هزم وبقوة، مجموعة من الأشخاص الذين تآمروا عليهما وعلى النقابة ..؟

للفريق الذي تساءل عن السر، نقول ما قاله ربنا عز وجل في كتابه العزيز : ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن اللـه واللـه مع الصابرين)، وحتى لا ننسى فقد قال أحد الشعراء في هذا الباب ما يلي: “لا تحتقرن كيد الضعيف فقد تموت الأفاعي بسموم العقارب” .. وكما هو في علم الجميع، أنه طوال مدة المناورة واتساع مساحة الحركات المناوئة ضدنا، فما وهنا لما أصابنا في سبيل الحفاظ على وحدة نقابتنا وتماسكها وصمودها في وجه سياسة التخريب والتدمير الممنهجة .. وما ضعفنا من جراء المؤامرات، سواء منها القديمة أو الجديدة التي صنعت خصيصا للنيل من عزيمتنا .. وهذا ما جعلنا ننتصر .. وذلك بفضل امتلاكنا للحق والشرعية، وبتدبيرنا العقلاني لشؤون الأمانة العامة .. أجل، هذه العوامل مجتمعة مكنتنا من الصمود في وجوه الضالين ..!

 الكثيرين من متزعمي الانقلاب كانوا ضعيفي التكوين والتجربة النقابية، ودون أي رصيد نضالي .. زد على ذلك المستوى الثقافي والعلمي الضئيل لجلهم إن لم نقل المنعدم

أما الذين يبحثون عن سبب نجاح عضوي الأمانة العامة في صد هجوم جوقة المتآمرين، فذلك راجع بالأساس -كما سبقت الإشارة إليه- إلى ما تحلينا به من ثبات وثقة في النفس، والإيمان الجازم بشرعية وجودنا على رأس الأمانة العامة، كما ما اتخذناه من حذر وحيطة في التعامل مع المالكين لزمام المبادرات العدائية، مما جعل الضجة التي افتعلها متزعمو الانقلاب على النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، وبالخصوص علينا كمسيرين لأمانتها العامة تكون بردا وسلاما علينا .. لأن هندسته (الانقلاب) كانت فاشلة بكل المقاييس .. وتطبيقها في الحقيقة لم يخلق سوى الفوضى والارتباك في صفوف النقابة لفترة قصيرة من الزمن، إلا أن هناك عاملا آخر حسم الأمر لصالح الأمانة العامة والذي هو شرعية وجودها على رأس النقابة .. ثم أن هناك عاملا ثالثا .. وهذا هو الأهم، يتمثل في أن الكثيرين من متزعمي الانقلاب كانوا ضعيفي التكوين والتجربة النقابية، ودون أي رصيد نضالي .. زد على ذلك المستوى الثقافي والعلمي الضئيل لجلهم إن لم نقل المنعدم .. مما جعلهم يكونون أبطالا من الورق فقط أطلق عليهم لقب صحافيين جزافا، الشيء الذي جعلهم لا يدركون طريقة التصرف يومها، إضافة إلى أن الكثير منهم أراد اللعب على الحبلين، إذ منهم من انسحب من المجموعة بهدوء، ودون لفت الأنظار إليه، وفضل عن طواعية التفرج من بعيد في انتظار الانفراج وما قد تؤول إليه الأوضاع وظهور الجهة الغالبة لينضم بالتالي إليها .. -وهنا لا نعمم-، بل كان في الواجهة الأخرى مناضلون في مستوى المسؤولية، ما فرطوا في ميثاق الشرف الذي يجمعهم بالنقابة .. واجهوا الضربة الغادرة بقوة، وجابهوا كراكيز العملية الانقلابية واستطاعوا بتعاون مع الأمانة العامة إطفاء نار الحرب التي أوقدت بغية القضاء على أثر النقابة لحاجة في نفوس المحرضين على الانقلاب (بعض قدامى المؤسسين)، مما جعلهم (الانقلابيون) الذين كان لهم تصورا مخالفا للواقع يحظون بخيبة أمل كبيرة، بحيث كان في اعتقادهم أن كل المناضلين المنضوين تحت لواء النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، سينجروا وراء كذبهم وخدعهم ليعززوا صفهم الذي لا أساس له، ليتسنى لهم القضاء على الأمانة العامة، ويستولوا على النقابة التي تكبد الشرفاء في سبيل بنائها واستمرار إشعاعها الكثير من المشاق .

وضاق الخناق على جوقة متزعمي الانقلاب الذين ضلوا سواء السبيل

وكما سبق أن أسلفنا في خرجة سابقة تحت عنوان: ” اتفقت الأقدار الإلهية والقانون الوضعي على انتصار النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة على المتآمرين” .. نعم، بعون اللـه تعالى وتضافر جهود المناضلين الأحرار تيسرت لنا الكثير من الأمور، وكان القانون في صفنا، وأنصفتنا الجهات المسؤولة، وضاق الخناق على جوقة متزعمي الانقلاب الذين ضلوا سواء السبيل، وحاق بهم مكرهم السيئ، وبقوة القانون لم يستطيعوا عقد المؤتمر الوطني الأول لنقابتنا -الذي لازالت لم تتوفر بعد شروط انعقاده- بحيث كانت لهم في الاستحواذ على النقابة أغراضا دنيئة .. وبالتالي، خرجوا من العملية الانقلابية صفر الأيادي رغم استعانتهم بنصائح وتعليمات الجانحين الذين أخذت الأمانة العامة في فترات سابقة في حقهم قرارات الطرد وتجميد العضوية، جزاء لهم على ما اقترفوه من أخطاء تتنافى وروح القانون الأساسي للنقابة، ورغم لجوئهم أيضا إلى من كانوا يظنون أنه “صاحب الفتوحات” الذي بمقدوره دعمهم وإعانتهم على الحصول على مبتغاهم .. إنه “عرابهم” احمد هناوي الذي طرد بعد ثلاثة أشهر وبضعة أيام من تأسيس النقابة (29/01/1999- 05/05/1999)، الذي بظهر أن ذاكرته خانته ونسي أنه مطرود من الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ولم تعد تربطه أي علاقة بها .. و بإيعاز من “الجوقة المعلومة” جرب كل الطرق التي بمقدورها إعطاءهم بصيص من الأمل يقودهم إلى الاستيلاء على النقابة، لكن دون جدوى.

ولما كان الأمر كذلك، ومن باب رد الاعتبار له، عملوا منه قديسا ونصبوه رئيسا شرفيا على رأس منظمتهم الجديدة، التي وجدوا فيها عزاءهم والملاذ الوحيد بعدما سد القانون المغربي في وجوههم كل الاتجاهات المؤدية إلى الهيمنة على النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة .. أجل، رغم هذا وذاك، لم يفلحوا أبدا –كما كانوا يتوهمون- في تدمير البناء الشامخ الذي تم بناؤه بعزيمة قوية  على أسس متينة، وارتكز على قواعد صلبة لا تقوى كل أنواع الزلازل على زعزعته لسبب واحد ووحيد هو نظافة أيدي الساهرين على تسييره .. الذين حافظوا عليه في وقت تخلى عنه الذين في قلوبهم مرض، أصحاب المصالح الشخصية، الذين كانوا يريدون اتخاذ النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة مطية لبلوغ مآربهم الشخصية وأهدافهم التي لاتخدم في شيء لا النقابة ولا الحقل الصحفي والإعلامي على حد السواء ..!

جاء النصر من عند اللـه، تقديرا لجهود أعضاء الأمانة العامة وتفانيهم في العمل وخبرتهم في درب النضال المستميت

وأخيرا، جاء النصر من عند اللـه، تقديرا لجهود أعضاء الأمانة العامة وتفانيهم في العمل وخبرتهم في درب النضال المستميت .. وتضامن المنتمين للنقابة، الذين وقفوا صفا مرصوصا في وجه مجموعة الانتهازيين الانتفاعيين .. وهكذا، فرقت الأيام بين الصالح والطالح .. واتضحت الرؤيا لدى المناضلين الذين لم يكن لديهم أدنى شك في قدرة أعضاء الأمانة العامة .. وسجل التاريخ للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة نضالها الخالد الحافل بالمعاني والعبر، ودون ذلك بمداد الفخر والاعتزاز قي صفحاته المشرقة وهكذا، ستظل النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة تستحضر هذه المواقف النضالية البطولية في مختلف المناسبات ليستخلص منها الجميع الدروس والعبر التي تساعد على استمرارية النقابة لتواصل مسيرتها الإعلامية والنقابية بثبات نحو مدارج الرقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق