للمستقلة رأي

من يخاف من الديمقراطية لا يصلح للدفاع عنها ياتوفيق بوعشرين ..!

akhbar-5

خرج المغاربة يوم الأحد الماضي (18 شتنبر)، في تظاهرة عفوية للاحتجاج على الحصيلة الحكومية، مرددين شعارات وحاملين لرايات الوطن، وصور من يحبونهم، وصور من ينتقدونهم، والتزموا بالتعليمات والقوانين المنظمة للتظاهر في الشارع .. وعبر ما نقلته مواقع التواصل الاجتماعي، لم نلمس ما يثير الشكوك في الأهداف والمبررات التي رصدها مدير جريدة “أخبار اليوم” الذي اعتبرها مسيرة اللعب بالنار في افتتاحية يوميته، وإن كان الزميل توفيق يملك الحق في التعليق والتحليل لمضمون الحدث فإنه غير معني بتوجيه الاتهامات إلى من دعوا إلى هذه المسيرة التي مرت في ظروف عادية وسلمية.

إن اللجوء إلى التهويل والرفع من سقف الأهداف يحول المتابعة الصحفية إلى عمل مأجور .. وخصوصا، حينما لا توجد مبررات هذه المنهجية في التعليق على هذه المسيرة واستغلالها لتوجيه رسائل مشفرة إلى من نظموها، وتحديد مسؤولية من يقف وراءها في شخص دوائر التحكم السياسي والاقتصادي ، وإدانة من سيحتمون بالمسيرة واستغلالها لتوجيه مدافعهم ضد مشروعية الحق في الاحتجاج والتظاهر الذي تمت الدعوة إليه عبر المواقع الاجتماعية ولم يؤطرها أعوان السلطة كما يتوهم منفذوها .. ولعل من تدخل في المسيرة من قياديي جمعيات المجتمع المدني والنقابات يعلمون أن معاناتهم مع قرارات سياسات هذه الحكومة هي محرضهم الوحيد .. ومن المؤكد، أن رئيس الحكومة وتحالفه يدركان عمق الشطط في استعمال القانون، والعجز في تدبير الشأن العام الحكومي الذي مورس في حق الجماهير الشعبية المسحوقة، ويعرف أنه لا يستطيع أن يواجه هذه الجماهير مباشرة.

إن لم يكن من يعتبر مسيرة الدارالبيضاء ضد فشل الحكومة مشروعة ديمقراطيا فعلية أن يغير حرفته الإعلامية ويشتغل ناطقا رسميا باسم خصوم الديمقراطية، وإلا فماذا دهاك ياتوفيق بوعشرين باتهام منظمي مسيرة الدارالبيضاء بالذين يلعبون بالنار في افتتاحية جريدتك “أخبار اليوم”، أو اللسان الصحفي الجديد لحزب العدالة والتنمية ..؟

الذي يتولى الدفاع عن حكومة بن كيران للأهداف الشخصية التي لا حق لنا في النبش فيها، وإن كنت تعتبر الخروج الجماهيري العفوي لعبا بالنار، فإن هذه الأخيرة لن تكون إلا من خلال عملية الشحن والتدليس التي تقوم بها لصالح من يعارضه ممن خرجوا إلى الشارع احتجاجا على حصيلة حكومته .. ونعتقد أن عنوانك التحريضي يعكس حقيقة مواقفك من واقعك السياسي التي لاتزال تخضع للقيم النفعية الانتهازية الواضحة .. ونقول لك بصريح العبارة: “أنك لم تعد تملك من الاستقلالية والشجاعة في التعبير عن الرأي بما يفصلك فعلا عن الأقلام المأجورة”.

لا نعتقد في المستقلة بريس، أن من خرجوا إلى الشارع في المسيرة الاجتماعية بالدارالبيضاء ضد شخص بن كيران، وإنما كانوا ضد تدبيره الحكومي الذي عمق الفوارق الطبقية والبطالة والفقر في المجتمع، وهذه الظواهر إن لم تكن تقر بوجودها فإنك غير معني بالشعارات التي رفعها المتظاهرون ضد التحالف الحكومي، واعلم أنك لست وصيا على المغاربة أو أحرص منهم على السلم الاجتماعي والاستقرار الأمني، وإن كنت تعتبر من خرجوا مغررا بهم، فإنك لا تستطيع أن تتهم أحدا .. ومن تكون حتى تطالب بالتحقيق القضائي ضد الجهات التي دعت إلى المسيرة الاجتماعية .. وفي هذا الإطار، لاتملك ما تبرر به اتهامك لرجال السلطة في الأقاليم والجهات .. ونظن أنك تحاول أن تدافع عن التحالف الذي انتهت ولايته بالفشل الذي كشفته الشعارات التي رفعها المتظاهرون في الشارع.

قل ما شئت وحلل كما يحلو لك الزميل بوعشرين هذه المبادرة الاجتماعية .. لكن، لا يجب أن تغيب حرية المواطنين في التعبير والاحتجاج، إلا إذا كنت لا تريد أن يرتفع وعيهم بالواقع الذي يعيشونه وتظل المتحدث باسمهم حسب ميزان المصالح الذي تصل إليه مع الجهات التي تنتقدها من هذا الموقع وتعتبرها مصدر معاناة المواطنين .. وتأكد أن المواطنين فخورين بهذه المسيرة السلمية، ولن نناقشك في الخدمات الإعلامية المأجورة، فهذا يخصك .. لكن، أن تسمح لنفسك بممارسة الرقابة والوصاية على وعي المغاربة وحرياتهم، فهذا يصنفك ضمن خصوم الديمقراطية التي لم تنقطع عن الحديث عنها في جريدتك، وأنت البعيد عن الإيمان بها، باستثناء استغلالك لها في قرع طبول الحروب ضد خصومك في جميع المواقع والمجالات، رغم أن الجميع يعرف أنك تغرد خارج السرب والمحيط والهوية والإجماع، ولا تريد أن تعرف بالكعبة الإيديولوجية التي تتبناها في لغة منتوجك الصحفي، وإن كنت استقلالي في بداية مشروعك ومشوارك المهني، ونعرف من كان وراء المقاولة التي تديرها اليوم.

وخير ما نختم به، أليس من حق المواطنين المغاربة الاحتجاج على رئيس حكومة نص دستور الوطن على محاسبته على مسؤوليته الحكومية ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق