أخبارالصحة

صرخة ساكنة خنيفرة ضد الوضع الصحي المتردي

00032

المراسل

لم يعد الوضع الصحي بخنيفرة يرقى للمستوى المطلوب، وأصبح مشكل الصحة بالإقليم يؤرق بال الساكنة، فلا يمر يوم دون السماع عن معاناة المرضى داخل هذا “السعير” الذي نراه في الدنيا قبل الآخرة، فإذا مررت في الطريق يظهر لك عنوان غطى نصف مساحة الحائط ” المركز الاستشفائي الإقليمي خنيفرة ” وإذا ولجت للداخل تجده بناية مهجورة خاوية على عروشها، حيث كانت الوزارة تطبل وتزمر لهذه الأطلال و وصفتها بأسماء التعظيم و العظمة ” المستشفى الدولي ” و ” المستشفى الكوني ” و ” المستشفى العالمي ” وأنه يحتوي على أجهزة ” متطورة “، وتخصصات لا حصر لها .. لكن، هذه المصطلحات سرعان ما تتلاشى و تصبح حروفها باهتة، وتتضح حقيقتها لتبقى مجرد ألقاب بدون معنى، الهدف منها جذب وشد الأنظار لهذه الأطلال .. ربما حتى بعض الأطلال تبقى ذكرى لما لها من دور في زمن ومكان معين .. وتكون لها معاني تاريخية .. لكن، البناية المهجورة للمستشفى لم تعط أي نتيجة يحتفى بها بعدما صرفت الملايير على بنائها، وكل يوم نسمع أخبارا سيئة حتى أضحى بيتا سيء السمعة وأضحى مكانا لوفاة و انتحار المرضى .. إن الحسرة والأسى تقطع قلوب المواطنين و المرضى وذويهم

تلج لهذه البناية والمئات من الأسئلة تتبادر لذهنك وأنت ترى طوابير من المرضى تقف بجنبات أبنية ” المستشقى ” هل أنت فعلا في مركز استشفائي .. يضل المريض ساعات واقفا أو مفترشا الأرض أو ملازما لسرير متهرئ تفوح منه روائح نتنة ودماء تغطي كل مكان، دون أي التفاتة لوضعيته الصحية من طرف العناصر الطبية .. ولما يحتج المريض على الأمر يلقى معاملة سيئة، سواء من الأطباء أو من طرف عناصر الأمن الخاص ( السيكوريتي ) المعروفين بأساليبهم المعهودة بهذه البناية المهجورة، إذ يوضح هذا الأمر بالملموس مدى الاختلالات التي تعاني منها هذه ” المؤسسة الشبه الصحية ” بسبب انعدام الخدمات وغياب الأطر الطبية .. أما أجهزة الفحص بالأشعة وأجهزة الفحص بالصدى فحدث ولا حرج، فتارة تعتريها الأعطاب و يصيبها الشلل، وتارة تصيبها أعطاب ألسنة الأطر الطبية المتبقية – والتي تعطي وعودا تصل إلى سنة أو أكثر – .

إن قطاع الصحة تحول إلى خبر كان رغم علم المسؤولين ( … ) على صعيد الإقليم – لكن لا حياة لمن تنادي – الأمر الذي يدخل برلمانيو المنطقة لعبة الشطرنج، وتظهر صورهم المزيفة وتنكشف أقنعتهم التي كانوا يرتدونها خلال أعراس و مواسم وسرك مهزلة الانتخابات، حيث لا تظهر لهم المآسي و هموم الساكنة إلا خلال هاته المناسبات ليصعدوا بها إلى منبر السلطة، إلى عش البرلمان للحصول على أجر سمين وتقاعد محترم وحصن حصين .. و امتيازات .. ولم سبق لبرلماني الإقليم ((( الثلاثة ))) أن بادر أي منهم ولو بطرح نصف سؤال عن هذه الكارثة الصحية .. عن هذا الطاعون الفتاك .. عن هذه الحرب بدون سلاح التي تفتك يوميا بصحة المواطن المقهور .. إنها فعلا أزمة حرب .. مستوصفات مغلوقة .. واكتضاض مهول ومعاناة متكررة .. وغياب أدنى المواصفات المطلوبة والتي تستجيب لتطلعات الساكنة وحاجياتهم .. إنها معاناة يومية .. إنه مس لكرامة المواطن التي هي حق وليست منة، وحرمانه من حقه في العلاج .

أما المستشفى المحلي بمريرت، يظهر لك أنه يتواجد في جزيرة مهجورة لا تشمله الخريطة الصحية الوطنية للمملكة وكذا العالمية .. علما أنه مستشفى له دور حيوي واستراتيجي فعال يهم مدينة مريرت، وكذا ما يزيد عن سكان ثلاثين قبيلة بشيوخها وأطفالها ونسائها، نحو مائة ألف نسمة، ولا تجد حتى الضمادات pansement وما إن تطأ قدميك هذا المعبد حتى يبدأ قلبك يشعر بالحزن أمام قلة الأطر الطبية و عدم تواجد الأجهزة المطلوبة، بعد أن لعبت أيادي خفية في تنقيلها إلى وجهة مجهولة بعد الزيارة الملكية للمدينة أثناء موسم الافتتاح، بعد أن ظن السكان أنهم تخلصوا من المشكل الصحي بالمرة، وأنهم وجدوا ضالتهم وعقدوا الآمال، لأن عاهل البلاد هو من قام بتدشينه .. لكن، سرعان ما تبددت الأحلام وتبخرت الوعود وتغير كل شيء ولم يمر سوى وقت وجيز ليظهر لك أنه هيكل منسي .. خصاص في الأطباء غياب غرف العمليات .. غياب الأجهزة، حيث لا زل العمل قائما بجهاز الفحص الخاص بالنساء الحاملات l’échographie grossesse جهاز قديم متلاشي يعود العمل به لسنوات الستينات 1960،

تتألم وأنت ترى بعض الغرف ( الحجرات ) الخاصة بالولادة بالمستشفى المحلي بمريرت لا تفي بالغرض، غالبية الحالات يتم توجيهها للمستشفى الإقليمي بخنيفرة، ثم إلى المستشفيات الجهوية (بني ملال – فاس ..) وبذلك أضحى المرضى مجرد سلعة يتم تصديرها من مستشفى لآخر، ومن مستوصف لآخر، ويفرض عليهم قطع المسافات ليتحول الألم إلى آلام وتزداد مرارة المعاناة ومخاطر المضاعفات، بالإضافة إلى التنقيل و الاكتواء بنار التنقل .. وكما عهدنا ذلك، فإن المنطقة (الأطلس المتوسط) تستغل أوضاعها البئيسة كورقة مربحة خلال كل موسم انتخابي، و الوعود بالإصلاح وزرع حقن الأمل والأوهام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق