أخباررسالة موجهة إلى ...

رسالة مفتوحة من ذ. محمد الهيني إلى الأستاذ لحبيب حاجي

HAJ

عزيزي حاجي

قم وانهض فنحن معك، متأثرين غاية التأثر بما أصابك .. بكينا وتضرعنا لله من أجلك أن يحفظك ويحفظ أسرتك من هذا الوباء اللعين .. لقد فاجأتنا رسالتك من قلب المشفى، كانت رسالة الكبار، ففي الوقت الذي شخصيا صدمت للنبأ وحاولت الوقوف وجمع قواي والتضرع للخالق بأن يحفظك جاءتني رسالتك كلها معاني الكبرياء والإباء والعزة والإيماء بقضاء الله وقدره ” … الآن جنبا إلى جنب مع زوجتي، نتقاتل مع الوحش الجبان” أي عزيمة وإصرار هاته لايملكها إلا الشجعان .. حتى في مرضك تعطينا الدروس على التحمل والمجابهة، لقد واجهت حروبا شنت عليك، ورسالة للتاريخ شاهدة عليك، لم تبال بالمخاطر وركوب الصعاب ونتائج قول الحق، وخرجت في الأخير منتصرا ومنتشيا لنجاحاتك ضد سرطان كان ينخر جسم العدالة، والآن أنت تناضل ضد سرطان مخفي والأكيد ستنتصر عليه، لأن من انتصر على القوى الظاهرة لا تغلبه القوى الخفية مهما كان جبروتها

أستاذي ومعلمي، لقد علمتني معاني الشموخ في مهنة النبلاء والعظماء، فكم أنت عظيما وشهما ومواقفك الخالدة في مسلسل الدفاع عن الحقوق والحريات لا تحتاج إلى بيان .. لقد أمنت أن المحامي لا يمكن إلا أن يكون حقوقيا وشجاعا حاملا لرسالة الحق والعدل وحاميا لحقوق الضعفاء والمحرومين

أستاذي حاجي

انتم مثال لحسن الأخلاق والشهامة والزمالة وحب الوطن .. متيم بحب العدالة، وأتذكر في إحدى المرافعات، خاطبت القضاة والمحكمة بكونك تحب العدالة لأنها ميزان الحق كيفما كان حكمها وقرارها، المهم أن تكون منصفة.

أشهد أني منك تعلمت معاني عشق مهنة المحاماة، و وصفتها بأنها مهنة الرسل والأنبياء، تستحق الصلاة على ما تحمله من رسائل ومثل عليا لا يقدرها إلا القديسين لها والمتيمين بعشقها

أستاذي حاجي

لن أنسى وقفتكم معي حين ولوجي لمهنة المحاماة، كنتم أول من أخذ بيدي ونصحني بان نقابة تطوان ستنصفني، وفيها نقيب شهم من حجم الأستاذ النقيب الموساوي، ورجال شداد لا يخافون في الحق لومة لائم، إلى أن تحقق المراد وجاء الإنصاف، لم أرك في حياتي تبكي إلا وأنت تحضنني وتعانقني، مرة أسفا وحزنا على عرقلة ولوجي للمهنة، ومرة أخرى على نهاية الظلم وتسجيل الانتصار بمعية النقيبين بنعمرو والجامعي، ومذكرتكم أمام محكمة النقض شاهدة على عمق أداء الرسالة والمساندة المطلقة بحب وتقدير عميق

أستاذي حاجي

أنتم أملنا ولا يمكن إلا أن تكون معنا .. اشتقنا إليك فانهض وقم واهزم شبح الكورونا اللعينة التي عكرت حياتنا وحرمتنا من الحديث معك والاتصال بك .. لا نشك أنك ستهزمها وستنتصر عليها، لأن عقليتك لا تعرف الانكسار ولا الضعف، ولأن المؤمن قوي بمبادئه وبقضاء الله وقدره .. أتذكر آخر لقاء مباشر كان بيننا ونحن في جنازة قريب لكم طلبت من الله ونحن في المقبرة أن يكتب لي حجا أو عمرة بصحبتكم وفرحتم للأمر ودعوتم أن تتحقق أمنيتي إنشاء الله

ربنا إننا نتضرع إليك أن تحفظ لنا حبيبنا حاجي، وأن تعيده لنا سالما وغانما بصحته سليما ومعافى، إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، تسمع دعاءنا وتحقق أمالنا ورجاءنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق