أخبارجماعات و جهات

بعيدا عن فصول مسرحية تشكيل مكتب مجلس حضرية اليوسفية

AMALA 2

يوسف الإدريسي

انتهت أمس السبت 27 يونيو 2020، بِعُجَرِها وبُجَرها، فصول مسرحية إفراز اسم الرئيسة الجديدة لمجلس حضرية اليوسفية، وحتى لا نكون واهمين أكثر من الدرجة القصوى للوهم نفسه، سنترك المنتخبين الجماعيين جانبا، وإن كانوا يتحملون بدورهم قسطا من المسؤولية في تدبير ميزانية تبلغ أكثر من خمسة مليارات ونصف المليار، ما بين ميزانيات للتجهيز وميزانيات للتسيير وحسابات نوعية أخرى .. ونركز قليلا على المسؤولين المُعَيّنين، وأقصد هنا تحديدا سلطة الوصاية وما يدور في فلكها .. وحتى نضع سياق المقال في خانته الطبيعية، على اعتبار أن القوانين المنظمة للتدبير الجماعي والإقليمي والجهوي، تعطي أولوية القرار للجهات المُعَيّنة، بدليل أن عددا كبيرا من القرارات التنظيمية المصادق عليها في دورات المجلس الحضري تنتظر شرط تأشير سلطة الوصاية، متمثلة في باشا المدينة أو عامل الإقليم، وفقا لمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل 145 من الدستور، والتي تؤكده المادة 115 من القانون التنظيمي 113.14 .. إذ، يمارس بموجبها عامل العمالة أو الإقليم مهام المراقبة الإدارية على شرعية قرارات رئيس المجلس ومقررات مجلس الجماعة.

ما يعني أن المسؤول المُعيّن، سواء كان عاملا أو كاتبا عاما أو باشا، هو تحديدا من يملك مفاتيح الازدهار والرقي، وهو ذاته من يستأثر بمغالق التهميش والاندحار، كونه مسؤولا مباشرا على تنزيل المذكرات الاستثمارية والمشاريع المبرمجة .. لكن، بشرط أن يجد مجتمعا مدنيا حيا لا يستنشق غير الأكسجين، ونسيجا إعلاميا قويا يقف في وجه من يمعن بإصرار جامح في تعطيل البرامج التنموية والبنيوية التي ينتظرها المواطن على أحر من الجمر، وهو حق مشروع.

هي حقيقة لا أوهام، حين نقول إن خدمة المدينة لن تتأتى بالبِذَل الرسمية السوداء، ولن تتأتى أيضا بإحكام ربطات الأعناق بشكل يجعلها تشرئب اشرئبابا إلى ما وراء الستار من غنيمة زائفة، بل خدمتها تبتدئ بإرادة حقيقية منبعثة من رماد البؤس والتهميش، لتشيع الأمن الاجتماعي والأمان التنموي، في مجتمع لا يتحرج من استنزاف طاقاته ومؤهلاته، شأنه في ذلك شأن الشخصية المازوشية التي تتلذذ بتعذيب نفسها بنفسها.

الأكيد، أن مسؤولي سلطة الوصاية إذا ما وجدوا نخبة مجتمعية تحترم نفسها قبل احترام المدينة، حتما سينخرط الجميع في مسلسل مشاريع التنمية وتنزيلها مبنى ومعنى، وهذا ما يطمح إليه الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق