أحزاب و نقاباتأخبار

حتى لا تقتل القيادة الاتحادية الحالية آخر ما تبقى من إشعاع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

بدخول حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لآخر الترتيبات المتعلقة بالتحضير للمؤتمر 11، التي ستنتهي بالولاية الثالثة للكاتب الأول الحالي إدريس لشكر، الذي اقترحته اللجنة التحضيرية في جدول أعمال المؤتمر للفوز بثقة المؤتمر الوطني، في انتخاب شكلي أمام مرشحين لايحملون من مدرسة الاتحاد ما يؤهلهم للترشح للكتابة الأولى في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي لا يزال يعيش مخاض النشأة، التي لم تستكمل منذ ولادته، نتيجة سلوكات خصومه على أكثر من صعيد، بما فيهم الذين التحقوا به من أجل قتل روح النضال التي طبعت تجربة أجيال المناضلين التي انخرطت في حزب المهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي

إن كنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة حتى عهد قريب، نعتبر الاتحاد الاشتراكي مدرسة للديمقراطية والنضال التحرري والاشتراكي، فإن ما يواجهه هذا الحزب اليوم، والذي بصم على التاريخ السياسي الحديث للوطن، وقد اتضح هذا في سلوك إدريس لشكر، الذي لم يتمكن من الحصول على ثقة المناضلين التي تراجعت في فترات اليازغي والراضي، حيث أوقف العمل بكل المبادئ والقيم والقوانين التي حكمت الاتحاد الاشتراكي، وأجهز على الديمقراطية الداخلية، التي كانت تسمح بالتداول والتناوب على المسؤولية لفائدة من يملكون الرصيد النضالي الذي يؤهلهم لذلك، كما عاشه الاتحاد في عهدي عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي

نظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة من وحي التجربة، أن الترشح في المسؤولية داخل الاتحاد الاشتراكي لم يكن في تاريخه عبر المفوض القضائي الذي لجأت إليه حسناء أبو زيد مؤخرا، ومحمد بوبكري الذي قرر مقاضاة إدريس لشكر أمام المحاكم، وحتى ما قام به لشكر من تغيير للقانون الأساسي لضمان الولاية الثالثة، لا يسمح بشرعية العمل به داخل الاتحاد، الذي يفكر المناضلون بتجربة الحزب بالالتزام بها، والذين يتفرجون على واقع الانشقاق الذي يتبناه المناضلون في القواعد الحزبية اليوم، بعد أن أصبح الحزب كغيره من الدكاكين الحزبية التي لا تعمل إلا في الانتخابات

إن المؤتمر الوطني 11 للاتحاد، لن يضيف جديدا في ظل أوضاع الحزب الراهنة، التي تحتاج إلى المعالجة والتصحيح، كما ظهر في استحقاق 08 شتنبر2021، التي كان بالإمكان أن يكون فيها أكثر تقدما في النتائج، بالنظر لما يتمتع به الحزب وسط عموم المغاربة من العمال والفلاحين وصغار التجار والموظفين والعاطلين وأرباب المقاولات، المتشبعين بمبادئ العدالة والحرية والتقدم والتداول الديمقراطي على المسؤولية في المنظمات الجماهيرية، الذين حافظو على الترجمة الفعلية لمبادئه حتى نهاية التسعينات من القرن الماضي

إن مناضلي الاتحاد الذين أغنوا جميع المراحل المواكبة، والذين انسحبوا بعد انحراف الحزب بمن لا يحملون ثقافته النضالية، بما فيهم المسؤولون الذين تنكروا للمبادئ، ومن عانوا من الظلم والقمع في التسعينات، هم الذين يتحملون مسؤولية الهدر والضحك على الذقون، الذي يوجه القيادة الحالية التي فقدت البوصلة التحررية والديمقراطية المتقدمة، التي وجهت سلوك من جاهدوا قوى الظلام والقمع والتزوير في عز أيامها .. ونتمنى في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة من الكاتب الأول الحالي، الذي هيأ لنفسه فرصة الفوز بالولاية الثالثة، أن يستحضر التاريخ المشرف للاتحاد الاشتراكي، وأن يفتح الباب للمناضلين الذين تخلفوا في الالتحاق بالحزب منذ نهاية الثمانينات والتسعينات، بعد احتلال الحزب من قبل فلول الإقطاع وكبار المفسدين في الاقتصاد الوطني والمجتمع المغربي، وسيكون هذا التوجه إذا حرص عليه الكاتب الأول، أهم خدمة نضالية وتاريخية لعموم الاتحاديين الذين يترقبون العودة الحقيقية للاتحاد في المشهد الحزبي الوطني، وفي مناخه النضالي الديمقراطي والاشتراكي، من داخل المؤسسات المنتخبة الوطنية والجهوية والجماعية والاستشارية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق