ترى بماذا يمكن أن تصنف خرجات واستفزازات، رئيس المجموعة النيابية للبيجيدي في مجلس النواب .. هل هو تطور حقيقي ومراجعة نقدية لما كانت عليه أغلبية البيجيدي اتجاه مواقف المغاربة ..؟

 أم هو مجرد مزايدات لإثارة الانتباه، من أن نواب البيجيدي الممارسون فعلا المعارضة ضد أغلبية أخنوش ..؟

 أو أن الفضح الدوني القزمي أصبح يفرض على نواب البيجيدي ضرورة هذه المعارضة لإثبات الحضور الفلكلوري في مجلس النواب ..؟

مهما تكون أولويات بوانو وفريقه اليوم، فالمؤكد أنهم يجب أن يصمتوا على الأقل، لافتقارهم لمشروعية ممارسة المعارضة للوضع، الذي كانوا طيلة عشر سنوات مسؤولين عن كوارثه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية .. فماذا حدث بالضبط حتى تكون مواقف المجموعة النيابية للبيجيدي بهذه اللغة المعارضة، التي كانت مغيبة في عهد حكومتي عبد الإله بن كيران وسعد الدين العثماني، وأي جديد في نقد التصريح الحكومي والقانون المالي للحكومة الجديدة .. أليس من العـدل الاعتراف بتدبيركم الحكومي السابق الفاشل في جميع القطاعات ..؟ الذي يقول عنه بوانو أنه كان ناجحا بامتياز، وأن انتخاب 08 شتنبر من السنة الماضية، لا يعكس الخريطة السياسية، وأن فشل البيجيدي تحكمت فيه سياسة الريـع والمـال “السايب”، وأنه لم يعبر عن قناعة السواد الأعظم من المواطنين اتجاه فشـل البيجيدي في الولايتين

إن المجموعة النيابية للبيجيدي، تحاول غسل وجهها بما لم تقـم به خلال فترة هيمنتها، ولم تعترف بعقـاب المغاربة لتدبيرها، الذي توضح الأرقام والنسب والمؤشرات مدى الضعف وانعدام الفعالية والإنتاجية الحكومية، التي رفضها المغاربة في 08 شتنبر 2021

أما ما يمكن الوقوف عنده في هذا الخطاب المعارض، فهو أنه مجرد هرطقة و “زندقةّ” مكشوفة .. خصوصا، حينما تؤكدون بالأرقام أنكم لم تفعلوا شيئا خلال فترة حكومتيكم الأولى والثانية، سواء تعلق الأمـر بالتشغيل أو بالمديونية أو بإلغاء صندوق المقاصة، وتمرير قانون التقاعد المعطوب، أو قانون الإطار للتعليم المرفوض من قبل رجـال ونسـاء التعليم، وعدم تعبئة المغاربة حتى في قضية الوحدة الترابية، والتملص من توقيع رئيس حكومتكم لقرار التطبيع مع إسرائيل وغيرها من مجالات ضعف سياساتكم الحكومية

إن شطحـات رئيس المجموعة النيابية للبيجيدي عارية، ولا يمكن للأرقام والمؤشرات التي عبر عنها في مناقشة القانون المالي والتصريح الحكومي، إلا أن تدينه، لأن الإيجابي في الأرقام لم يصنعه الوزراء المحسوبون على البيجيدي، ثم أن المغاربة كانت مواقفهم المعارضة لعشرية حزبه واضحـة وغير مصنوعة بالتزوير، ولا بالمـال، كما يعتقد، وتكفي عملية إيقاف بعض مرشحي البيجيدي في جميع المدن المغربية أثناء الحملة الانتخابية لتقنع بوانو، الذي طرده المواطنون في مدينة مكناس قبل الحملة الانتخابية

أما حسنات تدبير البيجيدي الحكموي، فتكفي الأرقام التي سردها عن الوضع المالي والإنتاجي والجبائي لتؤكد له عن غياب أي مردود للبيجيدي في الحقائب التي تولاها المحسوبون عنه، وعليه أن يعترف بسنوات الجفاف العيجاف التي عاشها المغاربة في عشرية حزبه، التي أسقطها المغاربة في انتخاب 08 شتنبر 2021

الخلاصة التي لا يمكن القفز فوقها يا رئيس المجموعة النيابية، أنكم تحاولون ممارسة لغة التضليل في حق المغاربة، بعد أن أسقطتكم الانتخابات التي كشف فيها المغاربة معالم خطابكم السياسي الضعيف، ومحدودية الإنجازات التي تحققت في عهدكم ..  وبالتالي، أن وجودكم في هذه المعارضة القزمية كمجموعة، هو خير جواب عن تدخلاتكم الاستعراضية، التي لن تستطيعون بها أن تكونوا في المعارضة، أو تدافعون عن انتظارات المغاربة، التي لم تكن واردة في تدبيركم البرلماني والحكومي والجهوي والجماعي كما تعرفون ..  !

المستقلة بريس