أخبارمنبر حر

المعنى الحقيقي للتحدي في الوفاء لروح شيرين أبو عاقلة ..!

ذ. عبد اللـه عزوزي

التحدي للأقوياء فحسب، حتى لا نقول للرجال فقط، و حضور التحدي يكون في الجد و في غمرة التدافع بين الفاعلين .. لكن، مع سطوة التفاهة على عقول الناس فإنهم غالبا ما نزلوا بالتحدي إلى مستوى الحضيض، إما مزاحا و تسلية، و إما عوزاً في إيجاد ما يستحق أن يكون موضوع تحدي، و الأمثلة على ذلك كثيرة

التحدي الآن أمام الإنسانية عموما، و حرية التعبير خصوصا، أعنى أمام حماتها و المشتغلين بها،  هو أن لا يقتلوا شيرين أبو عاقلة مرتين .. فمرة برصاصة في الميدان، و مرة أخرى برصاصة النسيان .. لقد أثبت التاريخ أن الإنسان نسي أشد الجرائم ترويعا و بشاعة

 في عالمنا العربي، يُعتبر النسيان حاكما بسلطة مطلقة .. كل الذكريات بقيت نفسها تخدم جانبا دون آخر، ذكريات أفتت بموت ما يأتي بعدها من ذكريات

في بعض الثقافات و المجتمعات التي ترمي إلى بناء أو تحصين الذاكرة الشعبية التي تقوي الانتماء و توطد اللحمة المجتمعية بين المجتمع الواحد، صونا للماضي و تشبثا بالمستقبل، فإن السياسة العامة لتلك المجتمعات تحرص على تخليد القصص الإنسانية و الشخصيات المؤثرة عبر إطلاق مغازيها أو أسمائها على المؤسسات و المرافق الإدارية، أو الساحات العامة أو الأحياء و الشوارع .. ليس هذا فقط، بل لا تتردد في نحت تماثيل لهم أو نصب تذكارية تخليدا لتضحياتهم، حفظا لوعي الأجيال اللاحقة و صونها من عملية غسل الدماغ أو من غبار الأزمنة

فيا ترى، هل سنرى في المستقبل طرقا و مدارس و مدرجات و ساحات و أحياء سكنية تحمل اسم الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة ..؟

هل تفكر معاهد الصحافة و مجالس ماجيستير التواصل و الإعلام في مختلف الجامعات على إطلاق اسم الشهيدة،  على الأقل، على خريجي فوج هذه

الدراسية ..؟حقا، هذا هو التحدي .. و شتان بينه و بين تحدي من يصبر على شرب أكبر عدد من قنينات المشروبات الغازية، أو أكل أكبر عدد من حبات الفلفل الحار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق